غزلنة المؤسسات .. متى يتحرك الفيل برشاقة الغزال؟

mainThumb

11-05-2019 12:57 PM

يعد التقنين وبالتالي التصغير هدفا اساسيا لمعظم المؤسسات العامة والخاصة، وبخصوص القطاع الخاص فانه بحال الطبيعة يسعى دائما الى خفض النفقات حيث يعد ذلك من ضمن اهدافه المالية، ولكن الامر قد يختلف قليلا في القطاع العام نظرا لوجود ابعاد انسانية وتشغيلية واقتصادية، الامر الذي انعكس على حجم المؤسسات العامة وكبر حجمها وبالتالي الانعكاسات السلبية على خفة حركتها وتداخل الاختصاصات والازدواجية فغدت المنظمة هنا كالفيل ثقيلة الحركة وان تحركت فحركتها مكلفة.
 
جميع المؤسسات بلا استثناء تسعى لتحقيق الرشاقة التنظيمية agility والتي باتت تعد هدفا للعديد من المؤسسات وذلك للتحرك بسهولة وتحقيق المناورة الفعالة بتجنب المخاطر واغتنام الفرص، اضافة الى تقنين المصروفات، والقضاء على الازدواجية والتقاطعات بين الوحدات التنظيمية، وتحقيق المزيد من المرونة في الأداء لرفع الكفاءة والفاعلية، والاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية. إنه بتعبير مختصر محاولة لغزلنة المؤسسة وجعلها تتحرك برشاقة الغزال.
 
لغزلنة المؤسسة لا بد من العمل وفق مجموعة خطوات متزنة بحيث تحقق الفائدة الاكبر للجميع وبالتالي تجنب جميع السلبيات واولى هذه الخطوات اعادة النظر في الهيكل التنظيمي، فعند دراسة الهيكل التنظيمي بدقة الامر الذي يكشف عن العديد من الوحدات التنظيمية التي يمكن الغاء جزء كبير منها ودمج بعضها، ولو عكسنا ذلك على المؤسسات الحكومية والتي تعاني كثيرا من حجم الفيل وتراكم الدهون في العديد من معاقل العمل والكثير من الموظفين لا سيما في الوظائف الاشرافية ممن وصلوا الى سن التقاعد ولا زالوا جالسين في اماكنهم ومغلقين المسار امام غيرهم وغالبيتهم لا يقدم شيء!!!. فمثل هؤلاء فان احالتهم على التقاعد تعد واجب وطني لفتح المسارات امام غيرهم وبالتالي ترشيق المؤسسات.
 
الخطوة الثانية اعتماد الادارة الالكترونية وتوسيع نطاقها لتنجز الاعمال وتحقيق مطالب الجماهير وخدمتهم من المنزل دون الحاجة الى الوجود الفسيولوجي في مكان تقديم الخدمة وهذا يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال ويتيح تقديم الخدمة على مدار الساعة. يلي ذلك اعتماد عنصر الابتكار والمبتكرين في المؤسسات واستثمار طاقات الشباب واعتماد نهج الادارة بالنتائج والادارة بالاستثناء لتحقيق اعلى النتائج باقل التكاليف ما يشير الى اعتماد نهج التحسين المستمر المبني على الاتجاه والبناء الاستراتيجي للمؤسسة الى غير ذلك من الاستراتيجيات والمنهجيات الادارية التي تسهم بغزلنة المؤسسات، فهل نحن فاعلون؟
خبير تميز EFQM وتخطيط استراتيجي.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد