ذكرى فتح مكة

mainThumb

25-05-2019 01:28 PM

كما أن رمضان شهر المحبة والأخوة هو شهر العمل والجد والجهاد ، فالمسلم الذي يصبر على الجوع والعطش وسائر الشهوات من طلوع الفجر حتى مغيب الشمس قادر على العمل والجد ، قادر على أن يصنع تاريخاً مجيداً يشير إليه الناس بالبنان ، قادر على تحقيق النصر في بدر ، وعين جالوت وحطين وغيرها .
 
أجل إنه قادر على فتح مكة وتحريرها من طغاة قريش الذين تآمروا على إخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين منها ، تآمروا على رسولهم العربي من بني جلدتهم وآذوه وشتموه وضربوه وأرادوا قتله ، وعذبوا أتباعه لكن الله نجاه منهم ونصره عليهم .
 
صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم دولته في المدينة المنورة وآخى بين المهاجرين والأنصار ووادع سكان المدينة من غير المسلمين وجعلهم شركاء في المواطنة وأعطاهم حقوقهم غير منقوصة ، وفرض عليهم واجبات تجاه وطنهم  .
 
وفي السنة الثامنة من هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة انطلق في شهر رمضان على رأس جيشه إلى مكة المكرمة ليحررها ووصلها في العشرين منه ، وحاصرها وأنذر أهلها فقد كان حريصا على أن يدخلها سلما دون إراقة دماء ففيها بيت الله الحرام .
 
ولما سمع النبي أحد قادته يقول " اليوم يوم الملحمة " مشيرا إلى أنه سيأخذ الثأر من قريش التي عذبت المسلمين وصادرت أموالهم وأخرجتهم من وطنهم ، قال له النبي الرحيم : بل اليوم يوم المرحمة .
 
واستسلم قادة قريش وفتحت مكة دون إراقة قطرة دم واحدة ، وطاف رسول الله حول الكعبة يحطم الأصنام من حولها وهو يردد قوله تعالى " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا " الإسراء
 
وجمع قريش حول الكعبة وعفا عنهم وقال لهم : " اذهبوا فانتم الطلقاء " في موقف تجلت فيه كل معاني العزة والقوة مقرونة بالرحمة والعفو والتسامح ، وتستمر مسيرة التسامح الإسلامي حتى يومنا هذا ، نعف عمن ظلمنا وندعو له بالهداية والصلاح ، لكننا لا نسكت على ضياع حقوقنا في بيت المقدس وغيرها وسنطالب بها ونبذل في سبيل ذلك أرواحنا وكل ما نملك   . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد