الأمانة تتصرّف كالاحتلال !

mainThumb

27-05-2019 10:11 PM

 تفاجأ سكان أطراف عمان الريفية، بأمانة عمان تتكرم عليهم وتُدخل كرومهم وحقولهم الزراعية، تحت التنظيم بلا تخطيط ولا رسم شوارع أو ايصال أي نوع من الخدمات، فقط جاءت بالمخططات وسطرتها بخطوط ملونة، ثم قالت: هذه البلاد دخلت في التنظيم، وهذا يستدعي أن يدفع صاحب الكرم أو الحقل الفقير المعدم، 4 دنانير الى 8 دنانير على المتر الواحد كعوائد تنظيم، مع أن الأمانة لم تتكلف شيئا، فقط نظمتها على الورق، في خطوة لا تخلو من خبث، فهي تنظم قطع الأراضي دون رسم شوارع وعندما يريد صاحب الأرض إفرازها تتهرب الأمانة من احتساب الشوارع من الربع القانوني، وتقتطعها من حصة صاحب الأرض، وهي بذلك قد أخذت نصف الأرض، مع أن المواطن يدفع مسقفات على الأبنية وعلى الأرض، ويدفع تعبيد وتزفيت، ويدفع ما يسمى بالتحسين، يعني أن الأمانة اذا أدخلت الأرض في التنظيم ورقيا قد حسنتها، مع أن مهندسي الأمانة لا يعرفون أين تقع هذه الأرض ولا طبيعتها، وأن منها خلاء وعرة لا يمكن تحسينها، ولم تصلها شوارع الى الآن، ولكن الأمانة تقصد من ذلك إلزام أهلها بدفع 4 آلاف فما فوق عليها ليحرروها من سطوة الأمانة، أو يبيعوها لحساب الأمانة مما يفسر بأنه سطو مقنن على أملاك الأردنيين!!

 
والأدهى من ذلك أنها نظمت قطعا مفروزة كل قطعة أربعة دونمات، وكانت هذه القطع مفروزة قبل التنظيم، فتفضلت الأمانة بتنظيمها "سكن أخضر" أي أنها لم تفعل شيئا، سوى أنها قالت هي منظمة فقط، ثم فرضت عليها ضريبة تنظيم تتراوح من دينارين فما فوق! ولم يستفد صاحب الأرض من هذا التنظيم، سوى أن الأمانة تقصد إجبار المزارع على التخلي عن أرضه، وبيعها ليخلّص باقي الأرض من الأمانة..
 
تقول الأمانة إن هذا القانون موجود منذ سنة 1969، ولكن لم يفعّل، الا بعد سنة ال2000،  فمن نُظمت أراضيهم قبل ال2000، لم يدفعوا عوائد تنظيم، أما من دخلت أراضيهم بعد الألفين - طبعا بتقصير من الأمانة وليس من المواطن-، ستدفع عوائد تنظيم وهي أطراف عمان وخاصة الغربية، التي يقول أهلها إن هذه الخطوة هي تآمر على أهلها لإجبارهم على التخلي عنها للفاسدين، وإلا لماذا هذه الأرقام الكبيرة التي تفرض على أراض لا تنتج في السنة 500 دينار، مع أن قانونهم هذا لا يمنع بأن تفرض الأمانة 50 دينار على الدونم الواحد، لكن الأمانة تصر على تقاضي 2000، و 4000 دينار فما فوق على الدونم، مما ينفي سلامة النية تجاه المزارعين لتيخلى أهل الأرض عن أرضهم رغما عنهم..
 
 الأمانة تنظر الى المزارع على أنه تاجر أراضي يكسب عشرات الآلاف من تقليب الأرض، وليس ابن الأرض ورثها عن أجداده، وما زال يدخرها لأبنائه من بعده، ولا يجد ما يدفعه للأمانة، ومنهم من ورث عشرة دونمات من أبيه وجده، وتأتي الأمانة تطالبه بمئة ألف دينار، عوائد تنظيم، وهو يدفع مسقفات، وتعبيد وتزفيت، وتحسين، وجدران حتى لو لم تحتج الأرض لجدران، وأرصفة، وهي ليس فيها شوارع.. ما هي الا كرم زيتون يطعم ابناءه منه...وعليها دعمه وتثبيته في أرضه، لا التضييق عليه ليتخلى عن أرضه!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد