خواطر رمضانية من موسكو

mainThumb

01-06-2019 06:52 PM

في مثل اليوم من العام الماضي وعلى مدار ثلاثة أيام حظينا بالمشاركة في إحتفالات من نوع خاص وفريد في الزمن والدلالة وهو العيد المئوي للمعهد المركزي للثقافة الرياضية في موسكو حيث تلقيت الدعوة لحضور هذا الحدث الكبير كغيري من المئات الذين حضروا الإحتفال من الداخل والخارج.

ولن اسهب في وصف فقرات الإحتفال ولكن سأحاول أن أقرأ في الدلالات والنتائج،، أولاها أن هذا المعهد تأسس في بداية الثورة البلشفية الكبرى عام 1918 بمعنى أنه بدأ في العهد اللينيني للحقبة السوفيتية وهذا يؤشر إلى أهمية الرياضة في فكر صناع الحدث في ذلك الوقت حيث أنها كانت وسيلة لتحقيق عنواناً من عناوين الثورة وهو( كن مستعدا للعمل والدفاع عن الوطن) واسست الدولة السوفيتية بعد تخريج كوادر وطنية من هذا المعهد وفروعه في عموم الاتحاد السوفيتي في ثلاثنيات القرن الماضي منظمة جماهيرية (GTO ) لتحقيق اهم ألاهداف التربية الرياضية في تلك الحقبة.

وقد ساهم ذلك في إعداد جيل جديد في المنظمات الحزبية التي كانت تعني بالشباب قبيل الحرب العالمية الثانية مثل (الكمسمول وتعني بالروسية منظمة الشبيبية اللينينية والبيانيرز اي منظمة الطلائع للفئات الأصغر سنا) وبعد الحرب العالمية الثانية وبدء الحرب الباردة بين القطبين في العالم الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ومن يدور في فلكيهما في كافة المجالات ومنها الرياضية كالالعاب الأولمبية والبطولات الدولية.

واوكلت إعداد الكوادر الفنية والإدارية لهذا المعهد وفروعة ومراكز الأبحاث التي تتبع له لتولي التدريب والادارة في الاتحادات الرياضية والأندية الرياضية ومراكز الشباب مما ساهم في تصدر الاتحاد السوفيتي للدول الأكثر حصولا للمداليات في الألعاب الأولمبية.

وثاني هذه الدلالات والتى بدت لي من مجريات الأحداث في احتفالات المعهد بالإستادرة السريعة إلى الحنين والشوق للحقبية السوفيتية  وقد رأيت الشباب والشابات المشاركين في فعاليات البرنامج يرددون الأغاني والأناشيد الوطنية التي تمجد تلك المرحلة بحماس واضح بالرغم من استجابة الشباب في بداية البريسترويكا والتي ادت إلى تفكيك الاتحاد السوفيتي وأبرز مظاهر تلك الفترة الانتقالية والتي وصفها لي مرافقنا فلاديمير الذي علق على تلك المرحله بأنه تحمس لها الشباب ولكن بحسب قوله بأنها كانت وهما وسرابا كالاصطفاف في طابور طويل للحصول على وجبة من McDonald" sأو KFC .

ولكن  لم تغب أدبيات وتداعيات تلك الفترة الإنتقالية عن الباحثين الشباب بالمتابعة دراسة وتمحيصا في بحوثهم التي شاركوا فيها  وعادوا من جديد الحديث عن المنظمات الشبابية ودورها في الحقبة السوفيتية  على هامش الاحتفالات بهذا اليوبيل المئوي لهذا الصرح العلمي الذي قدم الآلاف من الكوادر الفنية والإدارية للداخل الروسي والسوفيتي آنذاك ومعظم أقطار العالم، والدلالة الاهم على شكل تساؤل محير، هل حان وقت العودة للوراء ويعيد التاريخ نفسه من  البوتينية إلى  الستالينية؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد