علوا رايات النصر

mainThumb

02-06-2019 12:34 PM

فاض المسجد الأقصى بالمصلين ، وغصت ساحات وطرقات مدينة القدس بالعباد ، وامتلأت الأسواق والطرقات ،وعلى الناس أسطح المنازل ، جاءوا من كل فلسطين  لأحياء ليلة القدر ( 27 رمضان ) ، يا إلهي كم أنت عظيم ، وكم هو مبارك شعب الجبارين ،أكثر من نصف مليون توافدوا للصلاة في الأقصى ، أية هيبة لذلك المسجد في نفوس الناس ، وأي نصر للإسلام هذا ، وأي نصر لقضية فلسطين .
 
فاض المسجد الأقصى بالعباد ، وفاضت عيناي بالدمع حزناً على ألا أكون معهم  ، فيا ربنا اكتب لنا صلاة في الأقصى قبل الممات .
 
لقد تسابق الناس للصلاة في الأقصى وتسلقوا أسواره وتحدوا الاحتلال أن يمنعهم ، أطلق النازيون رصاصهم على الطفل " عبد الله غيث 15 عاما" فاستشهد على أسوار الأقصى ، وعانقت روحة جدران المسجد وسال دمه على الحجارة ، ذنبه أنه حاول الصلاة في المسجد ألأقصى ، وصعدت روحه إلى بارئها تشكو إليه ظلم المحتلين وكلابهم .
 
رحمك الله يا " عبد الله " وهنيئاً لك هذه الشهادة ، وارجو أن يكون دمك مشعلاً ينير لنا الطريق لتحرير الأقصى والمقدسات ، وأن ينير نفوس البعض قبل ذلك .
 
قال الشعب الفلسطيني كلمته : هرولوا أيها المتخاذلون إلى أي جهة تريدون إلى أوسلوا إلى وادي عربة إلى البيت الأبيض إلى البحرين .. لا يعنينا ذلك ، فنحن بوصلتنا واحدة سنهرول لنصرة الأقصى وفلسطين وسنحمي أرضنا ومقدساتنا بأرواحنا ، فكل بوصلة لا تتجه نحو القدس فهي بوصلة خائنة وإلى زوال .  
 
تبادر إلى ذهني عندما رأيت مشهد الصلاة المهيبة في الأقصى والقدس خطبة القاضي محي الدين ابن الزكي في أول يوم جمعة بعد تحرير القدس من الصليبيين  : الحمد لله معز الإسلام بنصره ومذل الشرك بقهرة .. أيها الناس أبشروا برضوان الله الذي هو الغاية القصوى ، لما يسره على أيديكم من استرداد هذه الضالة من الأمة الضالة وردها إلى مقرها من الإسلام بعد ابتذالها في أيدي المشركين .. "
 
أيها السادة : لن تسقط القلاع ، ولن تضيع الأرض والمقدسات ولن تباع فلسطين وبلاد العرب ما دام فينا أمثال هذا الشعب الذي يحب أقصاه ويبذل الغالي والنفيس من أجله ، ما دام فينا امثال هؤلاء المؤمنين المصلين الموحدين ، فلا تلتفتوا إلى المؤامرات والفتن وهذا الغثاء ، أبشروا بنصر الله وجهزوا رايات النصر وعلوها .. فقد اقترب وعد الله  لنا بالنصر والغلبة . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد