واعرض عن الجاهلين

mainThumb

30-06-2019 10:16 AM

في ظل الفضاء المفتوح والتطور المتسارع في مجالات التواصل الإجتماعي والإتصالات أصبح من السهولة بمكان أن يشارك من يرغب في حوار مفتوح في أي قضية تطرح مهما كان مستوى الحوار أو المتحاورين أو اطلاق تصريحات استفزازية يستجيب لها الكثير بردود فعل ساذجة وهذا قد يكون له جانباً ايجابياً من حيث إمكانية اتاحة الفرصة للجميع بالمشاركة وابداء الراي من أي مكان في العالم.

ولكنه في نفس الوقت يحمل في طياته جوانب سلبية عديدة وتتمثل في اختلاط الآراء وعدم  القدرة على التمييز بين الغث والسمين وبين الجاهل والعارف فينبري من لا يعرف الإتجاهات الأربع إلى الخوض في جدل  سياسي عقيم وخاصة أنه يختبئ وراء أسم مجهول أو معلوم ويتصدي الأمي إلى حوار الأدباء والشعراء بلا خجل أو وجل وقد يتطاول بعضهم على قامات ومقامات وعلى ثوابت الأمة وترى المحليين الإستراتيجين في كافة التخصصات على الفضائيات ومنصات الإعلام الرقمي يصولون ويجولون وبعضهم  لم يقرأ كتاباً في التاريخ والحغرافيا أو السياسة والإقتصاد أو الرياضة وغيرها، ولا يملك المقومات التي تؤهله للظهور علينا.

ولانه لن يخسر شيئاً ولن يفوز عليه أحد لجهله فلا يبالي بما يدور حوله من ردود أفعال، بل يسعد في جهله.

(ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة بالشقاوة ينعم) ويحضرني هنا  قول  الامام علي كرم الله وجهه (ما جادلني جاهل الا غلبني وما جادلني عالم الا غلبته) ولذلك من الصعوبة الحوار مع الجاهل لأنه في الأغلب يتّصف بالعناد والمكابرة.

وقد صدق الشاعر ابو العباس حين قال "" اذا  بليت بجاهل متحامل"" يجد المحال من الأمور  صواباً ""  اوليته مني السكوت وربما"" كان السكوت على الجواب جوابا "" فلا تستغربوا ان ترى الجاهل في قمة الهرم ويتصدر الشاشات مكافأة لجهله ويقبع العالم في اسفله ثمناً لعلمه ( وذو جهل ينام على حرير وذو علم ينام على التراب).

ولا نقول الا، لا حول ولا قوة الا بالله وصدق رب العالمين (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)الأعراف).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد