الطريق الخاطئ - سعاد عزيز

mainThumb

01-07-2019 09:11 AM

هل إن الولايات المتحدة الامريكية تسلك حقا طريقا خاطئا كم يقول الرئيس الايراني، حسن روحاني، وفي مقابل ذلك فهل إن الطريق الذي إختاره نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو الطريق الصحيح، وهل هذا يعني بأن واشنطن ستدرك خطئها هذا وتتداركه لتسير في نفس الطريق الذي تسير فيه طهران؟!
 
لامحيص أمام ليس روحاني فقط وإنما ?افة القادة والمسٶولين الايرانيين من الاعتراف بأن مايواجهونه اليوم من أوضاع وتطورات وتداعيات غير مسبوقة بسبب الاسلوب والنهج الذي يتعامل به الرئيس الامريكي ترامب معهم، فهو لايكف عن فرض العقوبات القاسية عليهم والتي لم تستثني المرشد الاعلى الايراني ووزير الخارجية ظريف، ومع إن روحاني الذي يخاطب الامريكيين قائلا: "اليوم أقول للأميركيين إن الطريق الذي اخترتموه طريق خاطئ"، لكنه وفي نفس الوقت يضع يده على قلبه من المفاجئات غير السارة الیي دأب ترامب على تبشيرهم بها، خصوصا إذا ماتذكرنا تصريحات روحاني المتكررة بأن نظامه لايريد الحرب، لكن ترامب أيضا يقول إنه لايريد الحرب غير إنه يبقي عقوباته مسلطة على النظام الايراني كسيف ديموقليس حتى يذعنوا للمطالب ال12 والتي هي بمثابة إستسلام غير مشروط للنظام، مع ملاحظة إن موقف ترامب هو الاقوى وهو الاكثر سيطرة وإمساكا بزمام الامور من النظام الايراني الذي هو في موقف الدفاع السلبي وليس في وسعه سوى الانتظار عما ستٶول إليه الاحداث والتطورات.
 
روحاني يحاول بكل مابوسعه أن يثني الرئيس الامريكي عن موقفه الحالي ويقنعه بالعدوة لإتفاق 2015 النووي الذي صار بالنسبة لترامب مجرد ماض، يعلم جيدا بأن ترامب لايمكن أبدا أن يستمع إليه فهو يطالب بتغيير هذا الاتفاق بصيغة مغايرة للصيغة التي تم التوقيع عليها في عام 2015، إنه يريد إتفاقا حازما لامجال فيه لطهران كي تتلاعب وتتذاكى على بنوده كما فعلت وتفعل مع إتفاق 2015، والذي سبق وإن إنتقدته زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، ورأت إنه كان بالامكان إنتزاع تنازلات أكبر وأقوى من النظام فيما لو أصرت مجموعة 5+1 على مواقفها أكثر ولم تتسرع، ولاريب من إن الرئيس ترامب قد أدرك وعلم بهذا الخطأ الكبير الذي وعد الناخب الامريكي بإصلاحه ولأنه على أبواب الترشح لولاية ثانية فإنه سيعمل كل مابوسعه من أجل أن يفي بوعده والذي لايمكن أن يتم أبدا في لو أخذ بنصيحة روحاني الذي يراه ترامب بأنه ونظامه يسيران في الطريق والاتجاه الخاطئ وإنهم عاجلا أم آجلا يجب أن يغيروا طريقهم وإلا فإنهم سيبقون تحت رحمة العقوبات الامريكية التي قد تفجر أيضا الوضع الداخلي ضدهم في أية لحظة!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد