لقد عففت فعفوا

mainThumb

06-07-2019 10:52 AM

أحسنت وزارة الأوقاف في بلدنا أن طلبت الأسبوع الماضي من خطباء المساجد أن تكون خطبة الجمعة عن العفة والنزاهة ، ومن هنا تذكرت القصة التالية :
 
 بعد انتصار المسلمين على الفُرس في معركة القادسية سنة 15هـ/ 636م ونهاية امبراطوريتهم ، غنم المسلمون غنائم كثيرة لا تُحصى ومنها تاج كسرى ، وأرسل القائد المسلم الملهم " سعد بن أبي وقاص " الغنائم إلى بيت مال المسلمين في المدينة المنورة حيث الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
 
اصطحب أمير المؤمنين " عمر بن الخطاب " بعض الصحابة وذهبوا إلى بيت المال لينظروا إلى تلك الغنائم ، فرأى أمير المؤمنين واصحابه شيء لا يصدق أموال كثيرة لا تحصى : تاج يفوق الوصف ، أثاث فاخر ، سجاد عجمي ، تيجان مرصعة بالجواهر ، أواني ذهبية ،ملابس مذهبة ، وأسلحة .. وأغلب الظن أن تلك الأموال تفوق ما جمعة ترامب من أموال العربان  في ورشة البحرين الأخيرة .   
 
رأى عمر بن الخطاب تلك الأموال فقال مندهشاً : إن قوماً أدوا هذه لأمناء  .
 
فقال له علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين لقد عففت فعفو ولو رتعت لرتعوا .
 
لقد لخص علي بن أبي طالب بذكائه الحكاية وعلمنا درساً بليغاً يصلح لكل زمان ومكان : لقد عففت يا أمير المؤمنين فعفت الرعية ولو رتعت لرتعت الرعية .
 
أجل : لقد عففت يا أمير المؤمنين عن الحرام وأكل أموال الناس بالباطل فعفت الرعية وأخذ كل ذي حق حقه ، عففت عن الرذيلة والفساد فصلحت الرعية والمجتمع ، عففت عن الظلم والاضطهاد والقتل فانتشر العدل وسادت المحبة والسعادة بين الرعية  .
 
أيها السادة : نحتاج إلى الأب العفيف والأم العفيفة ، نحتاج إلى المسؤول ، ومدير المدرسة ، وصاحب العمل ، والوزير ، والنائب العفيف ، نريد من كل مسؤول ان يكون عفيفاً .
 
ليذهب الإختلاس من مؤسساتنا إلى الجحيم ، ولتذهب الرشوة والمحسوبية ، لتختفي الأفلام والمسلسلات المجانبة من بين أظهرنا ، لنحارب الظلم معاً لينتشر العدل والإحسان في مجتمعنا لنصل إلى مجتمع عفيف نظيف .
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد