لا تقتلني برصاصتك !

mainThumb

22-07-2019 12:52 PM

بعد إزدياد عدد السكان مملكتنا الحبيبة، واكتظاظ السكان والأحياء السكنية، أصبحنا اليوم أكثر الشعوب خطورة على نفسها ، فكيف اذا كان من أدوات الفرح هي التي تسبب لنا الحزن، والتي لا تختصر على المصاب فقط بل على أهله والحي كامل، وأيضا كيف أن نؤلم أُبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم ضيوف أتوا للمشاركة في الفرحة كفرحة نجاح في الثانوية العامة أو في المناسبات الزفاف .
 
قديماً كان إطلاق العيارات النارية هي أعلان للفرح بالمناسبات السعيدة كنوع من الأشهار، بل كانت تقام على أرض خاليه وكانت المنازل بعيدة عن بعضها وكان عدد السكان قليل ، ومع هذا لم يخلى الأمر من مصاب جلل من وفاة أو إصابة شديدة ، فماذا اليوم ونحن نبحث عن فرحة فيها بهجة تدخل القلوب بعد كل هذا العناء والصبر  للحصول على نتيجة مرضية أو إقامة حفل زفاف جميل تبدأ فيها الحياة بدون إي نقطة دم أو ذنب وقضايا والمحاكم والجاهات والصلح عشائري.
 
ومع كل التوجهات الأمنية والتوعية بخطورة السلاح وعدم التهاون في العبث بأرواح الأقارب والجيران والمارين من المنطقة فقط سببه التعبير الخاطىء إلا ان ما نراه عجب !فصوت الرصاصة مزعج جداً فكيف اذا كان تدفق الرصاص من أكثر من مسدس ، بل وأكثر من ذلك تحريض من الجميع باحضار المسدس والرشاش معه وكأن الفرح تحول لساحة حرب !
 
ماذا عن الزغاريد بصوت الوالدة والأخوات والجارات ودبكات الأخوة والأصداقاء ومشاركة الأحباب  ، وماذا عن حبات الحلوة التي يحضرها الأب لترشق بها الناجح و لتحلية المهنئين، بل وأكثر من ذلك ثمن الرصاصة تعادل ثمن صحن الكنافة المحبب للجميع، وحتى اقامة حفل بوجود الفرق الموسيقية تعبر أيضا عن الابتهاج ، كل هذا يغني عن تلك الرصاصة القاتلة ،و إذا كانت البهجة لا تكتمل إلا برصاصة وقتها ضع الله والخلق بين تلك العيون.
 
 فلماذا لا ننشر الفرح ويفرح معنا الجميع بعيد عن تلك الغريزة الموجودة داخل كل متحمس لأقتناء المسدس والرشاش ،وأيضا لا ننسى اصبحت من أدوات الإبتهاج والتعبير الإعلان عبر المواقع الألكترونية عن نتائج التوجيهي عبر الصفحات الخاصة وتقبل التهاني وغير ذلك من الأساليب الراقية ، وايضا بعيدا عن مواكب التي تدور في الشوارع والتي تحدث أزمات السير والحوادث وغير ذلك من الأساليب التي تنتهي بفرحة كبيرة جدا بعيدا عن الشعور بالندم للحظة واحدة بأن صاحب الفرح أدمع عين عائلة لا صلة  ولا ذنب لها و بحرقة لا تصف لها شعور على طفل أو شاب ودمر حياته . 
 
 قريبا سيزور الفرح باذن الله في كل بيوت الأردنية أبتهاجا بنتائج الثانوية العامة في يوم الخميس والجميع متعطش للفرح ، ونحن كشعب أردني فيه الطيبة والنخوة والشهامة يعلم  بأن كل أبن غالي على أهلة وللجيرة حق وللقرابة حق ،وهناك مناجاة أخيرة بأن  نبعد عن التعصب والتقليد الأعمى ونحن نحمل الشهادات ونتباهى بعلمنا وثقافتنا ،والعاقل يعلم جيدا لا يمكن أن تطلق رصاصة إلا ولها أثر على الأرض أو على البشر ، فالنرحم أنفسنا من سوء الأقدار وقد تأتي بسبب سوء التصرف خاطىء قد تكون له ذكرى أبدية ، مبارك لتلك البيوت التي يعمرها الفرح والسعادة وليكن شعارنا  فلنفرح وليفرح الجميع معنا .
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد