الخطاب الاعلامي والحكومة .. د.رائد جرادات

mainThumb

23-07-2019 10:16 PM

لطالما نجد انفسنا أمام واقع معيشي بمعطيات لاتتناسب  مع ما تبقى من  لغة الخطاب الاعلامي الحكومي  السياسية وغيرها لاترتقي والعصر  والدبلوماسية
   
نجد انفسنا أمام لغة خطاب حكومي تعتمد على الفزعة وتجافي وتبتعد عن المؤسسية ولغتها بحيث نجد بعض التصريحات للمسؤولين بدءا من الرزاز وانتهاء بالادارات الحكومية تفتقد تلك النبرة الاعلامية  الدقيقة التي تعبر عن مؤسسة الحكومة كمنظومة  ومن ثم فنحن لانحتاج من الرزاز  الدخول في عراك سياسي يأخذ من وقته وجهده ووقت اجهزة الدولة  والحكومة ومؤسساتها  - وافرادها وابعادهم عن اجهزة التواصل والواتس اب اثناء العمل -...بقدر مانحتاج الى لغة خطاب اعلامية  تتوقف عند حال  الوطن  وقضاياه اوعند قضية ما وأخضاع تلك القضية ومايحيط بها من  معطيات الى الوجهة  القانونية التي تستحقها  ومن ثم يتلو ذلك بيان يتعلق بتلك الحال ومايحيط بها من اجراءات قانونية وليس من حالات فزعة انتحارية او نحن مع الرزاز كما جاء على لسان احد النواب  في ذهابنا الى انتحارية لمحاربة هذه القضية أو تلك  من قضايا الفساد ولايحتاج الى كل ذلك من الرزاز ، ولايحتاج الى ضجة اعلامية فارغة من محتواها ليتبعها أخفاء ملف القضية وكأنني تركت المواطن ينفس عما يجول في خاطره وفي نهاية المطاف افعل مااريد احاسب او لااحاسب أقيم الحد أو لاأقيم ، والا كيف تراكمت قضايا الفساد في المجتمع الأردني ، لذا فالفساد  انما استشرى في من لا يضع حد له وهو صاحب الصلاحية  وليس المجتمع ،  فعندما كلفت يا رزاز من  جلالة الملك اعتقد اعطيت الضوء الأخضر وكل الاضوية والالوان ولم يمنعك من ممارسات صلاحياتك كما جاء في الدستور وكتاب التكليف السامي ولم يطلب منك العمل في مسألة ما في الحكومة الى حد الانتحار فنحن نحتاج الى دولة مؤسسات ........ فهل انت يارزاز قادر على ذلك ... ودع عنك الخطاب الاعلامي المليئ بالمشاعر والاحاسيس ودغدغتها والهواجس والفزعة والتخدير..... وهات ماعندك لقيام دولة المؤسسات .
 
فاللغة الخطابية الاعلامية الصادرة عن راس الحكومة والرجل الأول فيها لها دلالات كثيرة منها
 
ما سيدخل تاريخ الدولة الأردنية  وكذلك يدرج في السجل التاريخي للحكومة الأردنية ، كما ان الساسة  سيتابعون ذلك التصريح والنواب والقادة وما تاثيره عليهم وكذلك الامر للسفارات الموجودة  على ارض الدولة والسفارات الاردنية في الخارج  والصحافة المحلية والعالمية  ومن هم في موضع اهتمام للشأن الأردني من محبين ومغرضين واخر اهتمام لكم سيكون راي شعبكم في كيفية التعاطي مع قضايا تهمه  وواقع الحال لايهمكم مارايه
 
هل كل هذا مدروس في تصريحاتكم اعتقد جازما لا......وهذا ظاهر وواضح من تصريحاتكم  المبنية على الفزعة  
 
هل مكافحة ظاهرة او تطبيق القانون والانظمة تحتاج  منك العودة الى القصر  
 
اللغة الخطابية تحتاج منا وقفة حقيقية في مؤسسات الدولة  والبيانات الرسمية للحكومة وفي الوزارات كافة المصطلح ( الانتحاري )مرفوض وفق المنهج النفسي والامني.
 
فالتصريحات والبيانات الحكومية تجعلنا نقف  امامها مشدوهين بل مصدومين لنجد  انفسنا امام لغة تنم عن ترسيخ للعشوائية في ادارة قضايا وملفات الوطن ولاتمت الى منظومة حكومية تتبنى مؤسسية تتناسب مع المدنية المعاصرة ونظام وإدارة الحكومات المتقدمة في العالم لنجد الغاء تام للعقلانية وتبني الانفعالية لنتمسك وبكل اصرار وعناد منقطع النظير وعلى مستويات عليا بافزعة والابتعاد كل الابتعاد عن المنهج الهادئ المتزن المستقر الذي ينم عن منظومة حكومية قائمة على مؤسسات راسخة لها قوانينها وانظمتها وتعليماتها ... فلا يعني ان ظهر قضية فساد نجد راس الحكومة يتكأ على مصطلحات لغوية اعلامية انفعلاية برغماتية على الاغلب لاتنم ولاتعبر عن طبيعة الاستقرار لمؤسسات الدولة وفي مثل هذه الحالات ربما استخدم تلك التعابير اللغوية الانفعالية النفسية ليترك المجال امام فئات المجتمع المهتمة والمعنية لتنفس عن مافي مكنوناتها من غضب اتجاه هذه المسالة وغيرها كما اسلفنا  لنجدها فيما بعد تلك التصريحات والتنسيبات المحمية قد ادخلت في دهاليز وغياهب حلول لاتتناسب وطبيعة تلك القضايا و المؤسسات المعنية المحولة لها والتى اقيمت على القوانين ليحدث الالتفات والتفاوض وليترسخ الفساد ويتعمق ويستشري في تنفيذ القانون .
 
فنحن لانحتاج من الرزاز اكثر من تفعيل وتطبيق القانون وفرض وبسط سلطة الدولة اذا قدر على ذلك فليكن واذا لم يستطع فلايكلف الله نفسا فوق طاقتها ومن ثم عليك ان تتنحى جانبا.
 
فالمفروض اذا كانت مؤسسات الوطن قد نضجت و فعلت قوانينها على الجميع – وهذا صعب – بدون اسثناءات او تخفيف من تحت الطاولة ..... لن يحتاج الرزاز اوغيره من ساسة البلد ليخرج علينا انتحاريا بل سيجلس في الدوار الرابع يتابع تلك المؤسسات المعنية في ملف او قضية ليتابع المجريات من بعيد ليترك مساحة واسعة وحرية حقيقية للقوانين في تلك المؤسسة المعنية او الدائرة تاخذ مجراها بعيدا عن التصريحات الرنانة التى لاتغني ولاتسمن من جوع بل يكمن في داخلها الشيئ الكثير بل تبع الرزاز في تصريحاته بعض  النواب مما أخذ على عاتقه الاعلان عن براءته من تلك القضية الفساد باتباعه  منهج الرزاز الانتحاري . 
 
متى يرسخ الرزاز من تصريحاته منهجا اعلاميا  رسميا لنشعر بدولة المؤسسات نعرف ان الحياة ليست في المدينة الفاضلة
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد