فوضى

mainThumb

28-07-2019 11:32 PM

 السوسنة - بعد مرور ايام على إعلان نتائج الثانوية ،هناك فوضى اربكت كل أركان الأسر الأردنية من حيث الأنبهار بنتائج الصادمة بأرتفاع المعدلات ، وبعد تلك الصدمة التي احضرت كنوع من الاستغراب بأن ذلك الطالب  الذي كان تحصيله في المرحلة الإعدادية والثانوية لم يتعدى عن تقدير الجيد او الجيد جدا ليتميز بتحصيل تقدير الممتاز ، لا أنسى ولن أنسى ما قاله أحد الآباء مستغربا بحصول ابنه على ذلك المعدل ،وكأنه يشك في ذلك التحصيل بينه وبين نفسه ،ليحدث المتخصصين من باب المشورة اي تخصص يناسب ابنه ، ويلجأ الى قنوات الأعلام ليأخذ المعلومة الصحيحة لكل تخصص ، ومع ذلك الأب  يقلّب تلك الفكرة في رأسه بكيفية إقناع أبنه بأن يتعاون معه في اختيار التخصص الذي يناسبه وأن لا ينغر بمعدله المرتفع الذي  قد لا يسمح له بتحقيق رغبته  ،وأيضا بأن لا تحوم فكرة دراسة الطب في فكره ايضا والأصرار عليه والذهاب الى الجامعات الحكومية  ليلتحق ببرنامج الموازي مثلا ليدرس ذلك التخصص ، وذلك تشبيها لأبن عمه الذي حصل على نفس المعدل لكن قبل عامين ببرنامج العادي، وهنا تكمن المشكلة ، الفرق الشاسع ما بين المعدلات ترك فجوة تعليمية لا يمكن أهمالها وتركها كحديث عبر الأعلام دون ترك لها مساحة قانونية فيها كل العدالة .

 
    دور الحكومة في موضوع الثانوية العامة لم يأتِ كصدفة كما يعلم الجميع ، بل كما يقال أنها  "ضربة معلم"،   لسياسة نفض الجيوب ، وكأن الثانوية العامة موسم جميل أتى ليحرك معه جانب الأقتصادي ، وكأنها صدمة اقتصادية لتحريك الركود المزمن ، وذلك تزامنا مع استلام الرواتب ، وأيضا هناك ارتياح ملحوظ لم يأتي له مثيل لدى الجامعات الخاصة وانفراج كبير  ، وهنا تكمن الفكرة بان الثانوية العامة تعد الفرصة المنتظرة و القوية لأنعاش نشاط التجاري أكثر من  التعليمي ، لكن وبعد كل ذلك أتت الصحوة لأهالي الطلاب بعد فرحة لبضع لساعات لأستيعاب ماذا حصل ، وأن المعدلات المرتفعه لن تأتي بتخصص المرغوب ، "لتصح مقولة كأنك يا زيد ما غزيت" أو "مقولة شو فايدة المعدل العالي والتخصص عادي " ، وأن معدل ما فوق التسعين فعليا وحسب التخصص منح  سابقا لمعدل الثمانين  في الاعوام الماضية بل وايضا معدلات الستين والسبعين لا وجود لها مقاعد في الجامعات الحكومية ، وفعلا هذه المرة لم تكرر من قبل ، التخصصات كما هي لكن اتت بمعدلات مرتفعة  ، ليسبب الحيرة للأهالي وبعض من الأحباط ليعودوا الى المطالبة بالعدالة ،لكن أين العدالة ؟
 
لماذا كل هذه الفوضى ؟ سؤال بألف جواب  وإن تعددت الأجوبة هو استغلال المواطن لجيبه لكن برؤية تعليمية  لا اكثر .. وفعلا هي ضربة معلم
 
سامية المراشدة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد