نضال بلبل وحلم العودة الى أرض الوطن .. لارا أحمد

mainThumb

30-07-2019 11:38 PM

يختص الغزيّون في المهجر عن غيرهم من سائر المغتربين حول العالم بفوبيا الخوف من النسيان والاختفاء من ذاكرة الأحباب والأصحاب، إذ وبمجرد أن ينجح أي فلسطيني في مغادرة غزة تبدأ الكوابيس في مطاردته تباعاً، كوابيس يرى نفسه فيها محروماً من زيارة من ترك خلفه من المقربين لاسيما وأن دخول غزة لا يقل صعوبة عن مغادرتها.
 
شاعر المقاومة الأول محمود درويش هو أول من تحدث عن هذه الفوبيا الجديدة إذ يدور في أحد قصائده حوار مشفر بينه وبين أقرانه المهجرين عن فلسطين لا يمكن المرور عنده دون التحسر عن وطن لا تحبه وأنت فيه كما تحبه وهو فيك يقول درويش: تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ تُنْسَى كمصرع طائرٍ ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى، كحبّ عابرٍ وكوردةٍ في الليل .... تُنْسَى نضال بلبل شاب فلسطيني يحمل الجنسية الألمانية أبى أن يدخل في متاهة النسيان التي تحدث عنها درويش وقرر زيارة عائلته التي لم يرها منذ أكثر من أربع سنوات.
 
رصدت عدسات قناة دويتشه الألمانية رحلة نضال إلى غزة، رحلة منذ بدايتها كانت تغص بالتوتر والعواطف إلا أن نهايتها لم تكن سعيدة.
 
قصة نضال بدأت بعد تعرضه لحادث مؤسف أثناء عمله كمراسل ما تسبب في بتر ساقه لكنه ولحسن الحظ استطاع الوصول إلى ألمانيا أين توجد كل المستلزمات الطبية والشبه طبية التي يحتاجها لتجاوز إعاقته. يوثّق البرنامج مشاعر نضال المختلطة ما بين الرغبة الملحّة في زيارة أهله، والخوف من عدم الرجوع إلى برلين التي يملك فيها مقهى رائع يثير إعجاب الألمان نظراً لاختلافه عن باقي المقاهي بالنكهة الفلسطينية الغير معهودة هناك.
 
طيلة الرحلة كانت علامات القلق بادية على بلبل الذي يعلم أن دخول غزة مخاطرة كبرى، فقد تحول القطاع إلى علبة الكبريت إي احتكاك داخلي أو خارجي معه سيسبب لك ندوباً وحروقاً بليغة، لهذا اختار الشاب الفلسطيني أن يعبر من الأردن ومن ثم إلى المعبر الحدودي مع الاحتلال . رغم كل الاحتياطات ورغم استعماله لجوازه الألماني، فشل نضال في تحقيق حلمه وزيارة عائلته، فموافقة الاحتلال دخوله للقطاع لا تعني أنها ستوافق على مغادرته له، لذلك قرر الشاب الغزاوي الاكتفاء بالاتصال هاتفياً مع عائلته إلى أن يحين اليوم الذي يتمكن فيه من زيارتهم بكل حرية دون هذه التعقيدات الإدارية الغير مفهومة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد