فى ذكرى احتلال الكويت .. العبرة والموعظة

mainThumb

01-08-2019 07:47 PM

فى كل عام وبتاريخ 2 اب من عام 1990  يتذكر العالم العربي  والكويت الشقيق على وجه الخصوص ذكرى فاجعة احتلال الكويت من قبل نظام صدام حسين انذاك, واستغرب انا وغيرى ما هى العقلية والمعايير  التى  حكمت الرئيس السابق  صدام  حسين بقراره غزو الكويت  اذ  لم يتورع بضم دولة الكويت للعراق واعتبارها مخافظه عراقية .
 
يمكن القول  ان غزو الكويت يعتبر بمثابة  طلقة الرحمه التى اطلقت على  جبين النظام الاقليمي العربي والذى كان مبنيا  على اهمية وفاعلية  مفهوم الامن العربي من خلال اتفاقيات التعاون والدفاع العربي المشترك والتى  انتهت بالاحتلال واعتبرت بداية لتفكك المنطقه  وتحول الوضع الاقليمى الى اسواء  مراحله, حيث اكد الغزو العراقي مدى هشاشة العلاقات العربيه  واثبت نظريه " الاخوة الاعداء ", فالكويت التى قدمت ودعمت النظام العراقي انذاك بكل ما تملك اثناء حرب النظام العراقي مع ايران  لم يشفع لها كل ما قدمت من دعم لا محدود حيث باتت بين ليلة وضحاها  دولة بدون كيان  , مدمرة  ومحتله من قبل الاخ والجار.وقد ادى هذا العمل  المتهور  للرئيس العراقي السابق والذى كان مع بدايات" انهيار الاتحاد السوفياتى "انذاك الى فتح الباب  الى التدخل الاجنبي  وتدويل االمنطقة العربية  وتحقيق الحلم الذي بقي يداعب اسرائيل بتحين الفرصه لتدمير العراق  القوة الاقليمية القادمة بعد انتهاء الحرب العراقية- الايرانية مما تسبب  بتحالف عالمى ادى الى سقوط واحتلال الدولة العراقيه تحت شتى المسميات  والذرائع القانونية  المستندة الى قرارات مجلس الامن الدولي,وقد بلغت الخسائر المادية التى لحقت بالاقتصاد الكويتى والعراقي نحو 620 مليار دولارناهيك عن تدمير البنية التحتية والمؤسسات والمنشاّت الكويتيه  واشعال النار فى 752 بئرا نفطيا  قبيل انسحاب القوات العراقية من الكويت وكذلك دمار العراق وتدمير مرافقه كامله خلال مدة الحرب لتحرير الكويت والبالغه 40يوم. يرى العديد من المحللين  وانا من رأيهم  ان غزو الكويت لم يكن سببه  خلافا  بين دولتين  بل هو تهور من حاكم لدية الرغبة فى خوض الحروب  واشغال الجيش العراقي  فى امور هو بغنى عنها مما ادى الى امقتل وفقدان عشرات الالاف  من العراقيين فى حروب مصطنعه,   وتسبب ايضا فى  اخراج العراق مكبلا بالديون بالمليارات  ولازا ل العراق  حتى الان يدفع فاتورة الاحتلال  العراقي للكويت  بناء على قرارات مجلس الامن الدولى  والتى يتم تسديدها مباشرة من ثمن نفط العراق .. 
 
واخيرا  يمكن القول ان النظام المستبد  هومن يجلب لشعبه  المشاكل والمصائب  وان الانظمة الديمقراطيه هى من تصنع  مجد الامة والدول   
 
د.احمد عارف الكفارنة 
 استاذ العلوم السياسيه والعلاقات الدولية  
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد