عقدة الالقاب

mainThumb

30-08-2019 03:28 PM

من خلال مطالعاتي لتصريحات التعليم العالي بشان التعامل مع الشهادات الفخرية وما يكتب على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة في الاعياد والمناسبات لاحظنا ان العديد يصر ان يخاطب الاخرين بلقبه او رتبتة او ما إلى ذلك من المسميات (معالي، دكتور، باشا، شيخ، عطوفة، الخ) .

وقد يكون العديد من حامليها عن جدارة واستحقاق او عنوانا وظيفيا او مهنيا لهم وتم التعامل معهم على اساسها وبموجبها كالطبيب الذي يرسم على بيته يافطة تدل عليه وقد يحتاجه مريض في ليلة ظلماء  ماشابه ذلك من مهن ووظائف قد يضطر البعض اللجوء اليه في العطلة او الازمات ولكن الذي لم افهمه ان يخاطب الشخص اخوانه واقربائه ومعارفه بلقب لم يستحقه او حصل عليه بالمال وهو يقبع في بيته ولم يحصل على اجازة من وظيفته او يمهر جواز سفره بخاتم من مطار او نقطة مغادرة او التحق بجامعة اردنية والجميع يعرف ذلك.

ولا ادري انه يعرف انهم يعرفون ففي كل الحالات هي حالة مرضية نفسية بحاجة إلى عناية ومراجعة الطبيب المختص لانه قد يصاب بانهيار عصبي ويصبح مادة للتندر والغمز واللمز اذا واجهه احد ما بالحقيقة في لحظة  انفعال او تصالح مع الذات او في تجمع قد يخون صاحبنا التعبير ويتعالى على الحضور وهو يتصدر مجلسهم فإلى مثل هؤلاء اذا ما اصروا على مخاطبة الاخرين وباصرار بالقاب مزورة او مشتراة بثمن بخس ان يخجلوا من انفسهم اولا  ومن ثم من الاخرين .

واعجب ممن يعرف حقيقة مثل هؤلاء ويخاطبوهم باللقب المنتحل الا اذا كان هذا  من قبيل العلاج النفسي لهؤلاء المرضى او التندر عليهم  واود ان اهمس في اذانهم ان العديد ممن يحملون الثانوية العامة على درجة من الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي يؤهلهم ان يكونوا اساتذة جامعات وبعضهم قادة أحزاب ونقابات ويرفضون ان يشتروا شهادة او لقب لان الشهادات والالقاب يصنعها الشخص ولا تصنعه .

وفي نهاية المطاف اصعب انواع التقييم هو تقييم الذات عند وضع الراس على الوسادة فهل يعفونا من رسائلهم   ومداخلاتهم  على منصات التواصل الاجتماعي المعنونة بالقاب ورتب مزيفة لانه بلغ السيل الزبى وطافت الصفحات بشهادات الدكتوراه والالقاب حتى اصبحت على قارعة الطريق ولم تعد تشكل اضافة اجتماعية فكيف اذا كانت غير مستحقة او مزورة ؟؟

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد