خداع المشاعر

mainThumb

07-09-2019 07:50 PM

 ما زلنا نراوح مكاننا، من حيث وَعيَنا على واقعنا، والتفاعل معه، لأننا ببساطة لا نتعامل معه بعقل وروية، كاشفين كل جوانبه المخفية عنا والتي تظهر لكن بمظهر خادع، نحن للأسف نتعامل مع كل شيء بمشاعرنا لا بعقولنا، ما يجعلنا نتعامل مع الأحداث بغرائزية بحتة، وهذا هو سبب وصولنا الى هذه الحال، وأقصد كل العالم العربي الذي يرزح الآن تحت احتلال خطير وخطورته تكمن في خفائه، ورضوخنا له بمشاعرنا المزيفة التي تأبى أن تتخلى عن دورها للعقل، ليكشف عن زيفها..

 
هذا البلاء الذي أصابنا على المستوى الواسع وعلى المستوى الضيق، جعلنا ننقاد للكلام والخطب الرنانة والأساليب الملتوية التي برعت بها الحكومات في العالم العربي، حتى اذا سقطنا في براثنها وعلا صراخنا، مجرد ضحكة أو ملاطفة منها تنسينا أننا في براثنها وأن أمرنا انتهى..
 
صنع لنا أعداؤنا من يلعب على مشاعرنا، فأضعنا بلادنا ونحن نغرق في حب قتلتنا، الذين كانوا يطعنوننا في ظهورنا ثم يلتفون أمامنا ليبكونا ويتعهدون بالثأر لنا، فأصبحنا نقتل أنفسنا بأنفسنا ولا ندري ما المخرج، مع أن المخرج الوحيد هو التخلى عن المشاعر الخداعة والنظر الى حالنا بعين العقل والتحرك بشكل صحيح لنتخلص من الاحتلال الخفي الذي أصبحنا نقوم به نحن على أنفسنا بالنيابة عن المحتل الحقيقي..
 
من أن احتلت البلاد العربية، وأدوات الاحتلال تلعب بنا، وما زلنا نمجدها، من زمن خطابات عبد الناصر الى كل الحكام العرب الذين اتقنوا اللعب على مشاعر الشعوب العربية، الى المليشيات العربية التي تقتل العرب ثم تسترضي مشاعرهم بلعن اسرائيل، وليس انتهاء بالوزراء والمؤسسات العربية التي تركت بلاد العرب قاعا صفصفا خدمة للصهيونية العالمية، وما زال العرب يتعاملون معها بمشاعر فياضة.. يغضبون منها حينا، ويرتمون في أحضانها أحيانا كثيرة، والحال من سيئ الى أسوأ..
 
لابد من التخلي عن المشاعر والتعامل مع ظروفنا بعقل واع، ويتأخر أصحاب المشاعر ويعطون القيادة للعقل ليخرجهم من ظلمات التيه العربي، ما يحدث في بلادنا من هجوم مسعور على الشعوب، وحيرة وتفرق في صفوفنا، غير مسبوق وعلينا إعادة النظر في كل شيء...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد