ولله في خلقه للمؤمن والكافر والملحد شؤون

mainThumb

25-09-2019 07:06 PM

خلق الله كل الناس من نفس واحدة وهي نفس سيدنا آدم عليه السلام ومن ثم خلق له زوجه من نفسه وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). وبعد ذلك أصبح من بني آدم وزوجه أمماً كثيرة ويتكلمون لغات مختلفة (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (هود: 118))، (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)). وبعد ذلك خلق الله المؤمن (من مختلف الديانات السماوية) والكافر (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(التغابن: 2)). كل ذلك تم بأمر الله ولحكمة ربَّانية لا يعلمها إلا هو أو من فتح الله عليهم من عباده الصالحين من علمه وليس عبثاً.
 
فلاحظنا أن اليهود والنصارى وهما أصحاب الديانا قبل الإسلام إختلفا فيما بينهما (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (البقرة: 113)).وكذلك إختلف المسلمون فيما بينهم فهناك أكثر من مذهب وأكثر المذاهب إختلافاً هم الشيعة (وهم عدد من الفرق) وكذلك السنة (وهم أيضاً عدد من الفرق). هذا علاوة على أن هناك فئات كثيرة من الكفار وكل فئة يعبدون رب معين ومحدد لهم وهناك معتقدات أخرى بين الناس في هذا العالم من المشركين ومن الملحدين وغيرهم. والمُحَّير في الأمر لبعض الناس هو أن من بين المشركين والملحدين علماء في مختلف العلوم الدنيوية ولكن معتقداتهم تثير كثيراً من التساؤلات: كيف يعبدون هؤلاء العلماء البقر (مثل الهندوس)؟ والبقر مخلوق لا يضرهم ولا يفيدهم إن مرضوا أو تعرضوا لخطر ما وقس على ذلك معتقدات لدى مجموعات أخرى من المشركين أو الملحدين. ولكن القرآن الكريم أوضح لنا أن أولئك رغم أنهم علماء ولهم عقول وعندهم الذكاء إلا أن الله قال فيهم (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179))، (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان: 44)).
 
فسبحان الله العظيم، له في خلقه شؤون، ولو فكَّرنا على قدر ما نستطيع في إختلاف خلق الله من حيث الديانات وأختلافاتهم السياسية كسنة وشيعة ومذهبية داخل السنة وداخل الشيعة والإشراك بالله والإلحاد، لقلنا إن في إختلافهم فيما بينهم رحمة لغيرهم من عباد الله الصالحين وبالخصوص الملحدين والمشركين. فأولاً: سخَّرهم الله ليعملوا ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل في التطوير والتصنيع ... إلخ لخدمة البشرية أجمعين وأولهم عباد الله الصالحين، الذين تفرغوا لعبادة الله أكثر مما تفرغوا للعلم والتطوير والتصنيع. ثانياً: لأن همهم الوحيد هو المادة ولا غيرها فسوف يساندون الصالحين ضد أعدائهم من مختلف الديانات والمذاهب والمِلَلَ إن دفعوا لهم المال. ثالثاً: يعلم الله أن من أصحاب الديانات المختلفة سوف يعادون بعضهم البعض ويفترقون فيما بينهم بالباطل وهم أصحاب كتب سماوية ورسل وأنبياء مما يُسَلِط الله على الظالمين منهم من لا يخافه ولا يرحمهم. فليحمدوا الله الصالحين ويشكروه على ما أنعم عليهم من نعم الإيمان به وما أنعم عليهم من نعمه الأخرى التي لا تعد ولا تحصى مقارنة بغيرهم من المشركين والملحدين والكفار. وليعلم جميع خلق الله أنه لا يعجزه أي شيء في الأرض ولا في السماء(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (فاطر: 44)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد