تقارب الأَديان والمذاهب

mainThumb

26-09-2019 05:28 PM

 نحن في الأردن للأمانة والحقيقة لم نشعر بأي تفرقة بين مسلم ومسيحي ولا نسمع منذ صغرنا وحتى أصبحنا شباباً بأن هناك تفرقة بين سني وشيعي ... إلخ مما نسمعه الآن من تفرقات عدائية لدرجة إثارة الفتن والقتل وتنكيل بني آدم بعضهم ببعض. وتشجيع بعض علماء الدين أو الأئمة أو ما يدَّعون أنهم فقهاء في الدين على قتل أتباع الأديان بعضهم لبعض أو قتل بعض أتباع المذاهب بعضهم لبعض والتنكيل في بعضهم البعض وعلناً وعلى وسائل التواصل الإجتماعي. فأي دين هذا؟ وأي مذهب هذا؟ الذي يدعو للقتل والتنكيل في بعضنا البعض؟ ونحن من آدم وزوجه أي من أب واحد وأم واحده؟ . نعلم أن الأديان كلها مصدرها واحد وهو الله خالق السموات والأرض ومُبَلِغُهَا مَلَكٌ واحد وهو رئيس الملائكة جيريل عليه السلام ويدعونه إخواننا النصارى الروح القدس وعند اليهود الناموس. فإذا كان مصدر الإديان الله الواحد الأحد الفرد الصمد ومُبَلِغُهَا مَلَكٌ واحد، فليس هناك أي إحتمال لإختلاف ما تطالب به هذه الأديان من المثل العليا والرحمة والإنسانية وحقوق الإنسان وحرمة قتله بدون حق (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (الإسراء: 33)).

 
والدين الإسلامي واضح في تعليماته ومبادئه وآيات الله، ولا أحد يستطيع أن يعارضها (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة: 256 و 257)). فتدبر آبات الله في كتابه العزيز مهم جداً وللغاية حتى لا يقع أي خلاف بين أتباع الدين الواحد أو مذاهبه المختلفة أو بين أتباع الأديان المختلفة. وقد طالب الله الناس أجمعين تدبر القرآن كاملاً وليس آية واحدة أو سورة واحدة حتى يتم فهم الدين الإسلامي بشكل متكامل وصحيح (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(النساء: 82)), ولكن للأسف الشديد أن هناك أناس كثيرون لا يريدون أن يتدبروا القرآن وقلوبهم مقفلة ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد: 24)) وهؤلاء هم الذين يثيرون بعض المشاكل بين المذاهب المختلف من أتباع الدين الإسلامي وغيرهم من أتباع الأديان أو المذاهب الأخرى. ويفسرون بعض الآيات على هواهم ولا ندري ما هو تفسيرهم لهذه الآية (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت: 46))؟.
 
فنحن نكن كل إحترام وتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم الذي أدرك حقيقة وجود مشاكل بين أتباع الأديان المختلفة وأتباع المذاهب المختلفة في الدين الواحد وتبنى موضوع تقارب الأديان. وقد حاول سموه في المشاركة في أكثر من مؤتمر لتقارب الأديان في أكثر من دولة في العالم في إيران والأردن وغيرهما. وقد ساهم كثيراً في تقارب وجهات النظر بين أتباع الأديان والمذاهب المختلفة في الدين الواحد بشكل كبير. ولا ندري لماذا توقف هذا النوع من المؤتمرات؟. ولو إستمرت هذه المؤتمرات لما إحتد العداء بين أولاً: أصحاب المذاهب المختلفة في الدين الواحد مثل السنة والشيعة، وثانياً: بين أتباع الدين الإسلامي وأتباع الأديان الأخرى. وكيف يا علماؤنا وأئمتنا ويا أصحاب العقول في كل الأديان والمذاهب نحاسب أتباع بعض الإديان وبعض أتباع المذاهب على خلافات قديمة جداً منذ أكثر من ألف سنة حدثت بين أشخاص لا يمتون بصلة مباشرة ولا حتى للجد العشرين أو أكثر لأتباع هذه الأديان والمذاهب في وقتنا الحاضر ونقتلهم وننكل بهم؟. علينا ان نعود إلى عقولنا ونكف عن العداء لبعضنا البعض ونكف عن القتل والتنكيل في بعضنا البعض لأن ذلك بولد الحقد وحب الإنتقام ولا يعود بالفائدة إلا على أعدائنا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد