ماذا عن القادم​ ؟

mainThumb

29-09-2019 10:55 AM

كلنا نعيش في حالة إنتظار ومتابعة لإنتهاء أزمة الإضراب المعلمين ، لنأتي إلى واقعية الأمر الذي يقلق الجميع ، الأهالي يترقبون فك الإضراب بعد ملل طويل وهم ينظرون إلى الحقائب المدرسية ، والطلاب أصابهم حالة من التبلد والكسل ،والمعلمين ما بين أمل في زيادة الرواتب وما بين الفشل في التفاوض ، والحكومة أعربت عن قلقها بضياع وقت الطلبة وقالت أن الجميع بقارب واحد ، إلا ذلك الوطن الذي لم يقل في حقه كلمه واحده .
 
روح الوطنية والتماسك بنسيج الوطن بدأ بالتمزق فعليا ، فتعدت الآراء ما بين مع المعلم ومع الطالب ومع الحكومة ، فلم تمر على الأردن أزمة تقف على كل فشل بفشل آخر ، وجوه شاحبة تخرج من كل إجتماع وكأنها تفاوض بقضايا تشبه قضية فلسطين أو حتى صفقة القرن ، ونستغرب أسلوب إدارة الأزمة بدم بارد يستهان بها ، لهذا الحد الأمر معقّد لدى الحكومة التي قررت بصرف زيادة على رواتب المعلمين بحجة الإقتراض ؟ مصطلح الإقتراض المضاف في القرار لوحده يحتاج لشرح أكبر ، وما بين الزيادات 24 دينارا و  25 دينارا و 31 دينارا الفرق دنانير ، لماذا لم تتدبر الحكومة أمراً بأن من استطاعتها أن تضم أي قطاع آخر يسند قطاع التعليم من إي جهة حكومية تدعم الزيادة في هذا الوقت بالذات؟؟ إلى أن تصل الى 50 دينارا أو أقل من ذلك ؟
 
أليس من معقول أن هناك عقول إقتصادية تدير الوضع المتأزم ليزداد تأزماً أو أن تضع المعلمون تحت الأمر الواقع بالإجبار ؟ ، ربما لسنا نحن كشعب لديه أنفاس طويلة تتحمل كل هذا الصراع كما هي الحكومة ونقابة المعلمين ، بل وأن أي رئيس حكومة ربما إذا وضع في مثل هذا الموقف يقر زيادة علاوة المعلمين ويخرج سالماً من هذه الأزمة ليتحمل الوطن قرض جديد كباقي القروض التي تتراكم لحكومات وأجيال القادمة​ كما فعلها رؤساء الوزراء من قبل، لأن يوصل بنا إلى هذا المستنقع أكبر من والهدر المالي و الإقتصادي .
 
نحن ندافع عن المعلم لكن الآن أتى دور الطالب لندافع عنه أيضا ، وعن هيبة الوطن ورسالة التعليمية ، نعود ونقول أن الإطالة في الإضراب وعدم التوافق وإنتهاء الأزمة ستخلق فوضى أكبر مما يتوقعه رئيس الحكومة والنقابة المعلمين ، الجميع يدافع عن مصالحه وهيبته لكن من الواضح أن الجميع سيفقد كل شيء، الحكومة قد تتغير وإيضا النقابة ربما أن تحل ،ليبقى المعلم واقفاً مع الطالب​ لوحدهما في الصف في عيونهم خيبات الوطن بأكمله .
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد