الفترة الذهبية من عمر الانسان

mainThumb

30-09-2019 11:06 AM

 يبدأ الإنسان في رحم أمه نطفة ثم علقة ثم مضغة مخلقة وغير مخلقة ثم يرسل الله ملكاً لييفخ الروح فيه ويقدر عمره ورزقه وشقي أم سعيد عندما يبلغ في رحم أمه المائة والعشرون يوماً (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (الحج: 5)). وبعد ذلك يخرج الجنين طفلاً ثم يبلغ أشده أي يصبح شاباً يافعاً قوياً وبعض المواليد يتوفون من قبل أن يبلغوا سن الشباب ومنهم من يبلغ شاباً ويصبح شيخاً كبيراً وهذا يعود إلى ما كتبه الله له من عمر. وقد كتبنا سابقاً عن أهمية عناية وإهتمام الدولة في الأم الحامل وفي الطفل بعد ولادته حتى يبلغ سناً معيناً حتى تضمن الدولة أفراداً سليمين من الأمراض النفسية والعضوية وأمراض سوء التغذية ويقومون بواجباتهم نحو أنفسهم والدولة ونحو المجتمع بشكل سوي ومنتج ومفيد.

 
وكما نعلم من سنة الله في خلقة أن أي مخلوق من مخلوقاته يمر في ثلاث مراحل في حياته وهي مرحلة الطفولة وهي الأساس في التربية النفسية والعقلية والعضوية والصحية ومرحلة الشباب والقوة والعنفوان والإنتاج والعطاء ومن ثم مرحلة الشيخوخة حيث يعود الإنسان ضعيفاً كما كان وهو طفلاً كما تجسد ذلك هذه الآية (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ(الروم: 54)). فمرحلة الطفولة هي من مسؤولية الدولة والوالدين ولكن مرحلة القوة والشباب والعنفوان هي من مسؤولية الإنسان نفسه وهذه المرحلة أو الفترة هي الفترة الذهبية من عمر كل إنسان وهي قصيرة ولا تعود مرة ثانية. ولو رسمنا عمر الإنسان مستخدمين التوزيع المعياري يكون الفترة الذهبية من عمر الإنسان ما بين الثامنة عشرة والخمسة وثلاثون وحتى الأربعون أي حوالي سبعة عشرة أو إثنان وعشرون سنة. وهذه السنوات إن مرت على الإنسان لا تعود وكما يقول المثل العامي: بعد الأربعين ألله يعين لأن الإنسان تبدأ قوته في التراجع والضعف.
 
فنذكر الأولاد ذكوراً وإناثاً على التخطيط وهم أطفال هم وآباؤهم خطة سير حياتهم خلال فترة عمرهم الذهبية حتى يكونوا منتجين وفعَّالين في المجتمع ويجنون أفضل ما يقدرون عليه من هذه الفترة من فوائد لهم ولآبائهم وللدولة والمجتمع والتي هي كما أسلفنا فترة العطاء والإنتاج وبناء المستقبل حتى لأولادهم في المستقبل إن تزوجوا وأنجبوا. فالتخطيط في الحياة مهم جداً كما ذكرنا ووضحنا في أكثر من مقالة لنا نشرت سابقاً حتى نكون متميزين عن غيرنا ممن لا يخططون لحياتهم. وفي هذه الفترة من العمر يمكن أن يعمل الشباب (ذكوراً وإناثاً) في أكثر من عمل علاوة على الزواج وعملية الإنجاب التي هي سر إستمرار الحياة في هذا الكون منذ بدايته عندما علَّم الله آدم وزوجه طريقة التكاثر عن طريق الحيوانات وأوضح الله ذلك في الآية (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (الأعراف: 189)). وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمكَ وصحتَك قبل سَقمِكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغَك قبل شغلِك وحياتَكَ قبل موتِكَ. ونؤكد مرة أخرى على الشباب أن لا يغفلوا عن إستغلال فترة الشباب والقوة والعنفوان لأنها لا تعود مرة ثانية وهي قصيرة مقارنة مع فترتي الطفولة والشيخوخة، وكما قال الشاعر أبو العتاهية: ألا ليتَ الشَّبابَ يعودُ يومًافأخبرَهُ بما فعل المَشيبُ.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد