هل انتهى زمن الصديق الوفي - خوله كامل

mainThumb

21-10-2019 08:57 AM

الصديق الوفي في هذه الأيام اصبح عملة نادرة، ولا عرابة ان نرى كثير من الناس افتقدوا معنى الصداقة الحقيقية، فكم من صديق خذل قرينه وتخلى عنه في احلك الظروف، وكم من صديق وقف مع صديقه كما لم يقف معه شقيقه من قبل، وكيف لا وقد تغنى الشعراء منذ زمن بالصديق وخصاله الاصيلة ما لم نعرفه في زماننا الحاضر، يرافق صديقه لاخر لحظة في حياته وفي احيان كثيرة يضحي بروحه في سبيل اسعاده وحمايته.
 
ان هذه الاوقات التي نعيشها تعد من اصعب الاوقات واكثرها تزييفا لمعاني ومفاهيم الصداقة، فنرى اشخاص يسمون بالاصدقاء وهم لا يمتون للصداقة بصلة، يصادقون الاخرون بغرض اقتناص مصلحة او صعود منصب، وعند اخذ الحاجة وكانه لا يعرف انه في يوم كان له صديق، ويضرب بمعنى الصداقة عرض الحائط. بالطبع هذه ليست بصداقة انما استغلال وانتهازية، فهل من المنطق انتهاج طريق الغدر والحيلة والتظاهر بالطيبة وحسن الافعال للوصول الى غاية دنيوية زائلة.
 
ان الصديق الوفي بات في هذا الزمان كابرة في كومة قش يصعب على المرء ان يجد صديق مخلص وفي، والذي اصعب منه الحفاظ على هذا الصديق، وبسبب العولمة وما تبعها من التركيز على الماديات على حساب القيم والمبادئ، اصبحت المجتمعات تتراجع عن قيمها واخلاقها شيئا فشيئا، وحلت الانانية والمصالح محل الاخلاق والمثل السامية وهي المحك في بناء العلاقات الانسانية المختلفة، وباتت الانتهازية والنفاق لعبة يتقنها فريق من البشر.
 
لكن هل كانت المصالح والاهواء هي السبب وراء تغير معادن الناس؟ ام انها حجج للتهرب من تبعات خلقية وانسانية وراء مصادقة الاخرين، يعتقد جمهور من الناس ان الصديقي الوفي، اصبح ماضيا وانتهى وهو حلم وردي ان الاوان لوضعه على الهامش وبدلا منه التركيز على متاعب ومشاق الحياة، فالحياة بمجرياتها الحالية لا تدع مجالا لان يكون هناك علاقات نقية صافية من غير هدف، لكننا نعتقد ان الصديق الوفي مازال موجودا، وانما هي غشاوة ستنقشع في يوم ما، وتعود المجتمعات الى سابق عهدها وتعود قيمة الصداقة، كما قراناها في سيرة الاسلاف وسمعناها من احاديث الاهل والجيران، ويبقى الامل في ان تعود الصداقة الى ما كانت عليه، ونقف على ماثر الاخلاص والوفاء فيها والتي نراها في اجمل معانيها متمثلة بالصديق الوفي. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد