الرهان على البديل وليس على النظام

mainThumb

26-10-2019 06:16 PM

لايزال هناك من يراهن دونما جدوى على إمكانية إعادة تأهيل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إمكانية تغييره بحيث يتأقلم مع المجتمع الدولي ويكف عن مخططاته المشبوهة التي طالما زعزعت أمن واستقرار المنطقة وإن إستمرار التعويل على سياسة مهادنة ومسايرة هذا النظام والذي أثبتت فشلها قد أثبت وأ?د بأن هذا النظام يجيد شئ واحد وهو إتلاف وإهدار الوقت وإستخدام الخداع والتمويه و?ل الطرق الملتوية الاخرى من أجل دفع المجتمع الدولي يستمر في تعويله على إبقاء باب الحوار متواصلا مع طهران.
 
أعوام طوال قضاها المجتمع الدولي وعبر طرق ووسائل مختلفة من أجل ثني النظام عن سياساته المتطرفة ذات البعد العدواني، وعلى الرغم من أن ظاهر السياسة الدولية التي تم إتباعها مع النظام قد قامت على أساس مبدأ الجزرة والعصا، لكن المجتمع الدولي ر?ز وشدد على الجزرة ولم يعطي نفس المستوى من الاهمية للعصا وهو الامر الذي لاحظه النظام الايراني جيدا وإستغله أيما إستغلال، وهو ماجعل اللعبة الدولية من هذه الناحية أشبه بالدوران في حلقة مفرغة او حجب الشمس بغربال!
 
الاغرب من ?ل شئ والذي يمكن أيضا إعتباره مثيرا للسخرية، ان النظام الذي يعتبر بنفسه المصدر الاساسي لتصدير الارهاب والتطرف الديني في المنطقة، يقوم وبعد أن يتسبب في إختلاق مشا?ل لها علاقة بالتطرف الديني والارهاب، بطرح نفسه ?وسيط ورسول خير وسلام! ونظرة على ماقد جناه هذا النظام من فوائد ومكاسب في الحرب ضد داعش في العراق وسوريا حيث تعزز وتوسع نفوذه في هذين البلدين أ?ثر بكثير من الفترة التي سبقت الحرب على هذا التنظيم الارهابي، ?ما يمكن الإشارة أيضا الى الفوائد الكبيرة التي جناها النظام بنفس الاتجاه من الاتفاق النووي في أواسط تموز عام 2015 والتي ?انت ?ل الامور فيه لصالح طهران.
 
?ل الذي قبضه المجتمع الدولي من وراء سياساته أعلاه مع النظام الايراني لم ي?ن سوى مجموعة وعود ضبابية وإتفاقيات يفسرها النظام وفق مزاجه وهواه ويلتزم بها بالطريقة التي تناسبه، ولايزال هذا النظام يراوغ ويلعب على أ?ثر من حبل في موضوعي برامج صواريخه الباليستية وتدخلاته في المنطقة، مثلما إنه يسخر من مطالبته بتحسين أوضاع حقوق الانسان في إيران ويتمادى فيها الى أبعد حد ممكن، من هنا، فإن التعويل على قضية الحوار مع هذا النظام وإنتظار أن ينجم ذلك عن نتيجة مرضية ومفيدة إنما هو أمر في غير محله تماما، خصوصا وإن إنتفاضة 28 ديسمبر/?انون الاول 2017، قد أثبتت بمنتهى الوضوح أن هذا النظام لايمكن إصلاحه وإن مزاعم الاعتدال التي يدعيها هي ?ذب مفضوح وإن الشعب المنتفض الذي هتف الموت لخامنئي والموت لروحاني، الى جانب إستمرار الانتفاضة من خلال تأسيس معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة والنشاطات التي تمارسها ?ل منهما قد أ?د للعالم من خلال ذلك من إنه لافرق بين خامنئي وروحاني فهما وجهان للعملة نفسها، وإن الحل الوحيد يكمن في إسقاط النظام فقط وإحلال البديل المناسب محله والذي يتجسد في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي أثبت دوره وجدارته و?فائته على صعيد داخل إيران والمنطقة والعالم.
 
الرهان على البديل هو الحل الوحيد الملائم والمناسب للمعضلة الايرانية وتجنيب المنطقة والعالم ?ل الاثار والتداعيات السيئة لإستمرار النظام الايراني خصوصا وإنه إضافة للانتفاضة الرافضة للنظام والمؤيدة للمقاومة الايرانية  التي مازالت مستمرة، فقد إندلعت إنتفاضة في العراق ولبنان و?لاهما في خطهما العام ضد النظام الايراني الذي صارت قضية إسقاطه ملحة أ?ثر من أي وقت مضى.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد