قواوير القدس

mainThumb

29-10-2019 04:14 PM

*قواوير القدس*  عندما تقف عند باب العمود في القدس لا تختلف إشارات واتجاهات البوصلة فكلها تشير نحو الأقصى واسواق البلدة القديمة، بالأمس كنت في المدينة المقدسة ومشيت الخطوات الأولى على الادراج العتيقة في  باب العامود  مباشرة حيث تستقبلك النسوة تبيع منتجات الأحياء والبلدات المجاورة  لبيت المقدس المبارك حوله من خضروات وفواكة حسب الموسم وحصادة الشتوي او الصيفي في سلال ملونة وذات ابعاد ثلاثية ورباعية ومع متعة الجلوس على الرصيف ترى السعادة في عيونهن رغم مرارة العيش في ظل الاحتلال ولديهن قناعة انه إلى زوال لان امهاتهن حجزن المكان من الدولة العثمانية، 

وعند الولوج في السوق تجد ان الممرات التاريخية التي تحتفظ بتراثها وناسها واهلها وباعتها يعكر صفوها وجمالها المجندون الصهاينة الذين يقفون على مداخل كل الزوايا والبوابات ومع هذا كل الطرق تودي  إلى قبة الصخرة والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وتحتفظ بعهدة الفاروق ولا بد ان تمر من طريق الالام لتقرا ما امر به ابن  الخطاب لاهل ايلياء(القدس) ولكن الذي ينفرد به السوق القديم ان  دكان الورود(قواوير) يستقبلك في بوابة باب العامود بالوانه الزاهية والمزركشة وقد لاتجد صاحبها الذي يرى ان القواوير ليست للبيع فقط بل هي لتريح النفوس من بعض غير المالوف وهو رؤية المسلحين في بلد السلام وبلد التسامح بين الاديان قد يطلقون النار في اي لحظة  قد ترفع يد للسلام وهي تحمل وردة من دكان قواوير باب العامود وقد لاحظت ان الخضرة والنضارة في ورود القواوير المقدسية وتختلف في لونها وعبقها وحاولت ان اجد تفسيرا لذلك  كالطقس او عذوبة الماء او دفء المكان او كما يقال نفس البستاني لكنها لم تقنع فضولي حتى اهتديت إلى عجوز يجلس يوميا   على اسوار باب العامود يراقب المارة لساعات وعندما طرحت عليه السؤال فكانت اجابته الشافية بان هذه الورود تعشق المكان وتحرس بوابات المدينة وابوابها حتى ياتي وعد الآخرة(· فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ) صدق الله العظيم :



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد