يسقط أم سقط النظام الأبوي

mainThumb

20-11-2019 10:45 AM

"يسقط النظام الأبوي"، فعالية حدثت في عمان ، خرجت نساء ورجال وشباب ورفعوا شعارات متعددة منها مغرض، على أقل تقدير ابتعدت الشعارات عن هدف الفعالية التي في الاصل خرجت كردة فعل على الجرائم التي تعرضت لها نساء في الآونة الاخيرة، وكل المجتمع استنكر هذه الجرائم، واعتبرها خارجة عن أخلاقنا..
 
لكن ردة الفعل التي تمثلت، بالشعار الأبرز (يسقط النظام الابوي) كان له ردود فعل كبيرة، كون انها جرائم فردية، لا تبرر الهجوم او المطالبة بالاطاحة بالاسرة ونظامها، الذي هو جزء من ثقافة المجتمع، وهو الضابط الوحيد الذي بقي لنا أمام الهجوم السافر على ثقافتنا ومورثنا، الذي تمارسه العولمة وبدأت تفرضه على شعوب العالم، وخاصة ما يتعلق بالمرأة، والعمل على إخراجها من الاسرة لتصبح فريسة لكل متربص..
 
النظام الابوي انبنت عليه البشرية منذ خلق الانسان، وأقرته الاديان السماوية وتوزعت الأدوار داخل الأسرة كل حسب طبيعته، وكل نظام يكون له رأس، وهذا الرأس هو الأب الذي يتمتع بمواصفات جسدية ونفسية تجعله يؤمن للاسرة الأمن والحماية، ليبقى كيانها قائما، وسمي هذا الدور في الاسلام القوامة، وهي تعني ان الاب يكون كحاكم يرعى رعيته ويقدم لها كل ما تحتاجه، نفسيا وجسديا، فيرعى زوجته ويعطف عليها وعلى أبنائه...، ورعايته تزداد على الأضعف فالأضعف، فتكون على البنات أكثر، ليس لأنه يعتبر الأنثى عارا، أو يعتبر الانحراف طبيعة فيها، بل لعطفه وخوفه عليها، لأنه يعرف الرجال ومآربهم..
 
لكن هل واقعنا الان، يدعم النظام الابوي، أم أنه أصبح نظاما في ظاهره أبوي وفي باطنه نظام متعدد الرؤوس، الرأس الضامر فيه هو الأب، فهو لم يعد له أثر في الأسرة في أكثر ٥٠% من الأسر في مجتمعنا، وهذا ليس رأيا اعتباطيا، بل عن خبرة تتجاوز ال٢٥ عاما في التربية، وملاحظة الكثير من المراهقين المنخرفين الذين سقطت سلطة الأب في أسرهم.. فكثير من الأسر سطت الأم على دور الأب، وأضعفته، فانعكس ذلك على الأبناء، فانحدرت الأسرة، وصرنا نرى ممارسات غريبة عن مجتمعنا، بل دعوات للتخلي عن ثقافتنا واتباع ما تتلوا شياطين العولمة على أفراد من أسر فقدت رأسها وأصبحت في ضياع، تتبع كل ناعق، رامية بعرض الحائط كل موروثنا الثقافي والديني والاخلاقي..
 
الجرائم بحق المرأة مرفوضة، والتعدي على المرأة بكافة أشكاله ليس مرده ثقافتنا، بل قد يكون الضغوط المادية والنفسية التي يواجهها رب الأسرة، إضافة الى كون الرجل أو المرأة تربيا في أسر سقطت فيها سلطة الأب وهو موجود، ولا يمارس دوره، أو هو منحل لا يصلح لبناء أسرة.. ثم ليس من العقل أن نأتي بحلول بعض المشاكل من الغرب الذي تنتشر فيه الجرائم ضد النساء بشكل كبير، وتقتل سنويا نساء من قبل أزواجها بالمئات، وإن كان عندهم حلول لماذا لم يحلوا مشاكلهم...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد