لماذا نفتقد الشهيد وصفي التل؟- حسن المزايده

mainThumb

28-11-2019 12:07 PM

 
عقود مرت على رحيله ولا زالت سيرته العطرة ومواقفه الوطنية بارزةً للعيان، إنجازات ومواقف تناقلوها جيلاً بعد جيل، ورثناها من الآباء والأجداد، و سنورثها للأبناء والأحفاد. 
أتعلم لماذا نفتقد وصفي؟ 
 
لأن وصفي كان يؤمن بالانتاج الوطني والاكتفاء الذاتي، ويؤمن تماماً أن سر النهوض والتقدم للشعوب يكمن في امتلاك القدرة على تطوير العلاقة بين المواطن ووطنه وأرضه وترابه، ، هذه الفلسفة البسيطة التي يدركها الإنسان بالفطرة، انطلق بها وصفي بشكل عملي تطبيقي ليحافظ على الرقعة الزراعية الضيقة التي تتعرض للتآكل ، من خلال سن القوانين التي تمنع الاعتداء على الارض الزراعية، فمنع إقامة البناء السكني عليها الا لاغراض الزراعة ، ومنع تفتيت الملكية الزراعية وفق نظرة استراتيجية بعيدة المدى، حيث نلحظ غياب هذه النظرة في العصر الحاضر، فقد تحولت الغابات الاردنية إلى غابات من الأبنية والمجمعات التجارية. 
 
نفتقد وصفي الذي نظر للمسؤولية وموقع رئاسة الوزراء أنها حمل ثقيل وموقع لخدمة الأردنيين وتسهيل حياتهم وحل مشاكلهم وتيسير تعليم أبنائهم، ورفع سوية الشباب ليكونوا قادرين على خدمة الوطن والدفاع عن حدوده ومقدراته وانجازاته ومؤسساته. 
 
نفتقد وصفي الذي لم ينظر لموقعه كفرصة لزيادة أمواله الخاصة وتنمية ثروته وارتفاع أرصدته، وليس فرصة للاستيلاء على الأموال العامة، ولا تحويلها إلى شركات خاصة تصب في جيوب المتطفلين.
 
نفتقد وصفي الذي يرى أن المسؤول الكبير يجب أن لا يختلف في طريقة معيشته ومأكله ومشربه عن طريقة الناس حوله، حيث لم تظهر عليه دلالات الثراء والغنى من خلال الموقع .
 
نفتقد وصفي لأنه لم يكن فاسداً .. ولا ناهباً .. ولا سمساراً .
 
نفتقد وصفي الذي لم يعتبر حليب أطفالنا ترفا زائدا. 
 
نفتقد وصفي الذي مات وعليه دين ” ثلاث ليرات”، ولكنه ورَثنا فخر وكرامة وطن. 
 
رحمة الله عليك يا شهيد أمتنا، وأدخلك الله فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد