يُسَبِحُ اَلْرَعْدُ بِحَمْدِهِ وَاَلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيْفَتِهِ.

mainThumb

10-12-2019 09:31 AM

يحدث البرق قبل سماع صوت الرعد، والبرق هو ما يتم من تفريغ للشحنات الكهربائية السالبة والموجبة بين طبقات السحابة الواحدة العليا والسفلى أو بين سحابتين. ويتم رؤية البرق قبل سماع صوت الرعد لأن سرعة إنتقال الصوت من بين الغيوم إلى الأرض أبطأً من سرعة إنتقال الضوء. أي يحصل صوت الرعد أولاً نتيجة للتفريغ الكهربائي الكبير كما قلنا بين طبقات السحابة الواحدة أو بين أكثر من سحابة نتيجة لإرتطام الشحنات الكهربائية السالبة مع الموجبه والتي تُحْدِثُ إرتفاع في درجات الحرارة التي تؤدي إلى إرتفاع درجات حرارة ذرات المياه الموجودة في السحاب ومن ثم تتبخر وعند إنتقالها بين طبقات الجو الباردة تتكثف وتنهمر علينا مياه نقية من السماء بإذن ربها. ولهذا كتبنا في مقالة سابقة لنا أن الله هو الذي يُنَزِلُ الغيث من السماء فيحي به الأرض بعد موتها (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ، لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (الواقعة: 68 – 70)). ففي فصل الشتاء نشاهد تجمع السحب أو الغيوم (المزن) فوق بعضها البعض من أماكن مختلفة من العالم بإذن ربها فتظلم السماء وبعد ذلك يحدث البرق والرعد وتنهمر المياه علينا من السماء (أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (البقرة: 19))، ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ(النور: 43)).
 
والرعد قد يكون صوته قويا جداً معتمداً على قوة تفريغ الشحنات الكهربائية وقد يؤذي السمع ويرعب الناس وكذلك البرق قد يكون خفيفاً دون أن يلحق أي أذى بمن تقع عليه الصواعق على الكرة الأرضية من بشر وشجر ودواب وغيره او قد يلحق بمن يقع عليه الأذى وربما الحرق والموت. ولهذا السبب في بعض الدول يوضع على سطوح المباني العالية موانع للصواعق خوفاَ من حرق المباني من قوة الصواعق. وقد سمعنا في الأخبار حديثاً أن بعض الصحفيين في بعض الدول العربية قد حرقوا من قوة الصاعقة التي أصابتهم وهم ينقلون أخبار بعض المناطق التي أصيبت في منخفضات جوية قوية جداً. فالرعد والبرق من مخلوقات الله يأتمرون بأمره ويسبحون له كباقي المخلوقات ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ، وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (الرعد: 12 و 13)). والصواعق ترسل بأمر ربها ليصيب بها من يشاء.
 
ولهذا السبب عندما يتأخر نزول الغيث من السماء يُطْلَبُ من الناس أن يُصَّلُوا لله صلاة الإستسقاء جماعات ويتذللون إلى الله لينزل عليهم من أكبر نعمه وهي نعمة الماء من السماء التي يحتاج لها كل مخلوق من مخلوقات رب العالمين دون إستثناء (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (الشورى: 28))، (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء: 30)). فالحمد والشكر لله أن إستجاب الله دعاءنا ورحمنا برحمته وسمعنا السماء تُرْعِدُ ورأينا البرق بأعيننا وإنهمر على أردننا العزيز الغيث في كل مناطقه من بعد أن قنطنا وتأخر علينا نزول الماء من السماء. ونسأل الله أن يكون غيثاً فيه كل الخير لكل مخلوقاته وينبت الزرع ويدر الضرع وتحيا الأرض بعد موتها وتمتليء الأبار والسدود والينابيع ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم: 7)). ونسأل الله ان لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وأن لا يعاملنا بما نحن أهله بل يعاملنا بما هو أهله.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد