نظام رب اَلْعالَمين شيئي (هدفي) موجه

mainThumb

20-12-2019 11:41 AM

النظام الهدفي الموجه الذي عَرَّفَهُ العُلَمَاءُ في علوم الحاسوب بكل بساطة هو النظام الذي يرتكز على أشياء وكل شيء من هذه الأشياء له إسم وصفات تخصه ويقوم بعمليات معينة وينتمي إلى مجموعة من الأشياء لها إسم (إسم صف) ولهذا الصف مواصفات وعمليات تقوم بها أشياؤه تخص هذا الصف. وهناك في هذا النظام صفوف مختلفة وكل صف كما قلنا له إسم وينتمي له أشياء خاصة به وهكذا. ولتقريبها للقارئ نأخذ مثال المدرسة يتكون نظام المدرسة من أشياء وهم الطلبة والمعلمين ومن يساعدون في إنجاز الأعمال المدرسية من أذنة وغيرهم. فهناك صفوف مختلفة من الطلبة وفق المستوى العلمي وكل صف من الصفوف له مواصفاته الخاصة ويقوم بعملياته الخاصة وفق المستوى العلمي ووفق المنهاج الدراسي المحدد له وهناك صف من الأساتذة لكل منهم مواصفاته الخاصة الشخصية والعلمية ويقوم بعمليات معينة وفق المسؤوليات المنوطة به وهكذا. وكذلك في الكليات والجامعات.
 
ولو تفكرنا في خلق السموات والأرض كما طلب منا ربُّ العزة والجلالة (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(آل عمران: 191)). لوجدنا أن نظام الله يعتمد على النظام الشيئي الهدفي الموجه، لماذا؟ أول إثبات على ذلك هو أن الله عندما علّم آدم عليه السلام علَّمه أسماء الأشياء كلها (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31)). وكما تعلمنا من علماء الفلك أن هناك المجموعة الشمسية (إسم صف المجموعة الشمسية) وينتمي لها كل من الشمس والقمر والمشتري والزهرة ... إلخ من الكواكب الأخرى) كما أن هناك مجموعات أخرى من الكواكب المختلفة وهناك مجرات أخرى من النجوم ... إلخ. وهذا الذي يجعلنا نقول والله أعلم أن نظام الله هو نظام شيئي هدفي موجه. وهدفي موجه، لماذا؟ لأن الله قال في كتابه العزيز (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس: 40)) وكل شيء خلقه الله في هذا الكون له هدف ونستدل على ذلك من الآية (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (لقمان: 29)). ونعلم أن الأرض تدور حول نفسها وتعطينا الليل والنهار وتدور حول الشمس وتعطينا الفصول الأربعة وكذلك القمر في دورانه يعطينا أيام الشهر ... إلخ.
 
الدنيا هي إسم صف من الصفوف الكثيرة التي خلقها الله ولها مواصفاتها ولها أشياؤها التي خلقها فيها ولها عملياتها التي تقوم بها تلك الأشياء والتي تشمل مختلف مخلوقات الله ولها هدف ولها نهاية. كما أن البرزخ صف آخر من الصفوف الأخرى التي خلقها الله وله أشياؤه وله عمليات خاصة به تقوم بها أشياؤه من مختلف مخلوقات الله وله هدف وله نهاية . ويوم الحساب والعقاب والجنة والنار ايضاً صفوف أخرى مما خلق الله ولكل صف له أشياؤه وله عملياته كذلك التي تتم فيه. نسأل الله أن نكون من الأشياء التي تحظى برضى الله في جميع صفوفه التي خلقها في الدنيا والآخرة ونكون ممن يرحمهم الله برحمته وبالتالي نكون من الأشياء التي فازت ونجحت في كل المراحل وحصلنا على أعلى شهادة  وهي الشهادة الخضراء وهي الجنة ولسنا من الراسبين الذين حصلوا على الشهادة الحمراء وهي النار.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد