بسبب العراق .. هل ستنشب الحرب بين أمريكا وإيران؟

mainThumb

20-12-2019 03:53 PM

اليوم تشكل العلاقات الأميركية -الإيرانية محور اهتمام دولي وسط ترقب مثير من قبل العديد من دول العالم، لما لهذا التطور المهم من إنعكاسات واضحة على ملفات سياسية وأمنية وإستراتيجية متداخلة ومعقدة، ومن هنا تفتح واشنطن كل يوم باب جديد على المنطقة، فلم تعد تكتفي بدورها المخرب في العراق ، بل تشهد الأراضي العراقية مواجهة غير مباشرة بين واشنطن وطهران، ذلك من أجل الحصول على النفوذ داخل العراق، وكذلك نتيجة التوتر الحاصل بينهما بسبب الخلاف على قضية الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

 
 
 
فبعد صعود خطر تنظيم داعش الإرهابي، يتواجد في العراق حوالي 5200 جندي أمريكي، في ظل وجود آلاف المقاتلين الذين تدعمهم ايران، في ظل هذه الحقيقة المعقدة، تضع المسؤولين العراقيين في موقف صعب، في الوقت الذي يدرسون فيه العلاقات الأمنية مع أمريكا  وعلاقاتهم السياسية والدينية مع إيران.
 
 
 
في هذا  السياق إن الوجود الإيراني في العراق هو أمر واضح وأقرت به حتى أمريكا، كما أن هناك اتفاقيات تعاون مع إيران، لذلك  من الصعب على الحكومة العراقية الإخلال بها كما أن العراق سيحاول التوصل إلى حل دبلوماسي بين أمريكا وإيران وذلك بحكم علاقته القوية والمحكمة، بيد أنه لن يغامر العراق في السماح للقوات الأمريكية باستخدام أراضيه لمهاجمة إيران وذلك للتحالف الوثيق بين البلدين، وفي الطرف الأخر أمريكا لديها قواعد عسكرية عدة في دول الجوار مثل قطر وغيرها، كما أنّ لديها أسطولا بحريا وحاملات طائرات ضخمة ولن تحتاج الأراضي العراقية  من أجل استهداف إيران.
 
 
 
بالتالي كشفت أمريكا عن وجهها التآمري على المستوى السياسي والمذهبي ، فتدخلت في العراق مطالبة بحقوق "أهل السنة"، والإنفصال عن إيران بتحريض مذهبي، ومن هذا المنطلق فإن العلاقة الإيرانية - الأمريكية تسير على حافة الهاوية، ويعمل الحلف العربي-الإسرائيلي لإيقاع الصدام بينهما لتحقيق تدمير قوة الإسلام السياسي بجناحيه "السني والشيعي"، في تكرار للحرب الإيرانية - العراقية ، فضلاً عن إشعال الفتنة المذهبية بين "السنة والشيعة"، والتي تمثل آخر حلقات الحرب الأميركية.
 
 
 
ويقيناً، يدعم الاحتلال الاسرائيلي  أي مبادرة لإزالة القدرات النووية الإيرانية، بما في ذلك المبادرة الدبلوماسية الأمريكية الحالية، بيد أنها متشككة من نجاح أي جهود دبلوماسية في إنجاز ذلك الهدف، فإسرائيل قلقة من إمتلاك إيران لسلاح نووي يمثل تهديداً لا يمكن تقبله، وهو غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة أيضاً،  وتلتزم الولايات المتحدة بشكل كامل على منع إيران من تطوير أسلحة نووية،  ليس لأن ذلك يشكل تهديداً لأمنها القومي بل من أجل تحقيق أمن إسرائيل في المنطقة.
 
 
 
 
 
وأختم مقالي بالقول إن المنطقة مقبلة على تحولات وأزمات خطيرة، لأن إيران لن تسمح لأمريكا العبث بالعراق مرة أخرى مهما كلف الأمر، فالتوتر بين طهران وواشنطن وصل ذروته في الأشهر الأخيرة لدرجة أن طهران هددت بقصف أي قوات أمريكية تجتاز الحدود العراقية، وكذلك فإن طهران هي الأخرى ستبذل كل ما بوسعها لدعم العراق بالأسلحة والعتاد،  لكن السؤال يبقى: هل ستنقل أمريكا وإيران الصراع إلى داخل العراق؟ وهل إنهما مستعدتان لدخول حرب عالمية من اجل منطقة خرجت من قدرة كل الأطراف الدولية والإقليمية على السيطرة على خيوط اللعبة؟ وبإختصار شديد يمكن القول إن الحقبة القادمة ستكون إيرانية بإمتياز، هذا رغم مخاوف أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة خاصة إسرائيل، وفي تقديري أن هذا العام  سيشهد تدويراً للكثير من الزوايا في مجمل العلاقات الدولية، والأيام المقبلة وحدها ستجيب عن ذلك.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد