إِجْتِنَابُ الكَبَائِرُ تُدْخِلُ الجَنَة.

mainThumb

22-12-2019 12:08 PM

 أرسل الله الرسل والأنبياء لبني آدم ومعهم الكتب السماوية لهدايتهم إلى سواء السبيل وينجوا من غضب الله وعذابه وناره. فهناك أوامر من الله لفعلها ونواهي لإجتنابها لبني آدم وفي كلاهما مصلحة لبني آدم. فالأوامر هي لفائدة بني آدم والنواهي كذلك. والذنوب أنواع منها الكبائر ومنها الصغائر، ولكل ذنب عقوبته فمثلاً عقوبة السارق قطع اليد (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (المائدة: 38)). ولكن عقوبة الزاني والزانية الجلد مائة جلدة (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (النور: 2)) ... إلخ من الأحكام الواردة في الكتب السماوية لتنظيم الحياة الإجتماعية بين الناس. وهناك كثيراً من الجدال حول عقوبة الرجم هل ورد فيها آية في القرأن الكريم؟ الجواب: لا. ولكن كثيراً من الفقهاء قالوا: أن الرسول رجم بعد نزول سورة النور والله أعلم كما يقول علماء الدين بعد فتواهم دائماً.

 
ولكن الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته نفى أن يكون هناك رجم في الإسلام معتمداً على الآية (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (النساء: 25))، فقال: المقصود بالعذاب هو إيلام النفس وليس إماتتها والرجم فيه إماتة للنفس. وقال: أن ما قاله سيدنا سليمان عليه السلام عندما تفقد الطير ولم يجد الهدهد بالآية (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (النمل: 25)). والعذاب غير الذبح فجاءت هذه الآية تنهي الخلاف الحاصل بين العذاب والإماته ولكون الإماته لا تنصف ولكن الجلد ينصف فالمائة جلدة تصبح خمسون جلدة.  ولما تقدم فإن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم بعباده ويعلم أن النفس أمارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (يوسف: 53)). وللتخفيف على عباده قال الله في الآية(وإِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا (النساء: 31)) والمدخل الكريم هو الجنة.
 
ولقد نشرنا مقالة خاصة بالإستغفار بعنوان " السم العلقم لإبليس هو الإستغفار "، وحيث أن كل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. قال رسول الله صلى عليه وسلم: يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي : غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، وقال: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا : لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً. وقد إعتمد رسول الله عليه الصلاة والسلام على آيات عديدة من القرآن الكريم ومنها (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (النساء: 110)) تشجيعاً من رب العالمين لعباده الخطائين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد