الطبيعة واثرها على صحة الانسان

mainThumb

25-12-2019 11:23 PM

 ان في الطبيعة معانى جميلة يستشفها الانسان، فالطبيعة وبما حباها الله من مناظر بديعة وهدوء مبهر، يدفع الى التامل والتبصر في عظمة صنع الخالق، ليشعر معها الانسان بالدفء والراحة النفسية، فلو يجلس لبضع دقائق ويمعن النظر في هذا التناغم المذهل بين كل عنصر من عناصر الطبيعة، ترتد اليه الافكار حاملة معها سكون داخلي عجيب. فالطبيعة هي اجمل ما يمكن ان يقع عليه البصر، من جبال وسهول وتلال وصحارى، واختلاف طبيعة الارض وتموجاتها المتناسقة من مكان لاخر.

يتساءل الانسان عن سر هذا الاحساس الذي يسري في جسده عند تامله في غروب او اشراقة شمس، والتي تحمل في طياتها نسائم عليلة يشتم فيها المرء رائحة ترجعه الى ذكريات تشعره بالانس والسرور، فلطالما قال الباحثون ان فترة طلوع الفجر الى شروق الشمس، تعتبر من اكثر الاوقات التي يكون فيها الدماغ في اوج نشاطه وعطائه، وتتدفق الطاقة الايجابية في الارجاء، والتي تعطي الانسان شعورا بالتفاؤل ويزداد عنده النشاط والحيوية، فالاطباء ينصحون طلاب العلم، اذا ارادوا ان يستوعبوا دروسهم وترسخ في اذهانهم المعلومات عليهم ان يدرسوا في تلك الفترة.
 
وينصح ايضا الانسان ان يجلس في حديقة او مزرعة او يذهب في نزهة حيث الهواء النقي والمياه الصافية، فالنظر في هذه الاماكن الطبيعية التي تساعد على تصفية الذهن وتقوية الذاكرة وجلاء البصر، كالنظر ايضا الى السماء او الى جبل او هضبة، وما تحويه الطبيعة من جمال اخاذ يساعد الجسم البشري على الاسترخاء والتفكير الجيد.
 
لذلك عمدت العديد من الدول التي تتمتع بطبيعة جميلة، الى انشاء منتجعات صحية الغرض منها الاستشفاء والترويح عن الانسان، والابتعاد ولو لفترة معينة عن هموم ومشاكل الحياة والعمل. فكثير من المرضى عندما جربوا فكرة السفر الى اماكن بعيدة من العالم، اماكن تعتمد على الطبيعة في حياتها، وخاضوا تجربة العيش في احضان الطبيعة الخضراء، استردوا عافيتهم واصبحوا مقبلين على الحياة ودب فيهم النشاط بصورة ملحوظة، وايضا اولئك الذين يعانون من الامراض النفسية وبخاصة الاكتئاب، تحسنت حالتهم النفسية عندما مكثوا في تلك المنتجعات والمراكز الصحية مدة معينة بعيدا عن صخب الحياة وجلبتها.
 
وفي بلداننا الاسلامية تحوي العديد من المشاهد الطبيعية الساحرة، من شلالات وينابيع وبحيرات بمياه معدنية، وقبل كل شئ نعمة الشمس الدافئة التي انعمها الله على بلداننا، والصحاري الشاسعة برمالها الذهبية التي تسلب الالباب بمشهد طلوع الشمس وغروبها خلف الافق، فكم الهمت الشعراء ونظموا فيها اروع القصائد.
 خوله كامل عبدالله الكردي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد