المياه في مرمى المواطن!

mainThumb

01-01-2020 02:58 PM

اعتدنا في الاردن على الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب، واكاد اجزم انه لا يوجد يوم الا وتذاع شكاوى متعددة هنا وهناك عن انقطاع المياه في بعض المناطق!!! وكل ما يقوم به المواطن المغلوب على امره هو الاتصال بشركة مياهنا وتسجيل شكوى متأملا الحل!!! ولتخلي الشركة طرفها تقوم من فترة لاخرى باعلان اسماء المناطق التي سيتوقف ضخ المياه اليها معللة ذلك بالعديد من الاسباب منها: اعمال الصيانة وتكاد تكون هذه الحجة الدائمة!!! وتارة ارتفاع نسبة العكورة في المياه الامر الذي يؤدي الى تعطيل المضخات حسب زعمها وكأن المضخات لا يوجد عليها مصافي وليس مهيئة للتعامل مع مثل تلك النوعية من المياه، وتارة تعلل انقطاع المياه نتيجة الاعتداء المتكرر على خطوط الانبابيب!!! وقد تطول قائمة الاسباب، والتي هي بالاصل لا تعني المواطن فكل ما يعني المواطن استمرارية ضخ المياه.
 
وكاجراء وقائي تقوم به الشركة تنصح المواطنين بزيادة السعة التخزينية لديهم!!! مفترضة بذلك ان جميع المنتفعين لديهم المساحات اللازمة سواء على الاسطح او في محيط البناء او ايا كان لزيادة السعة التخزينية، فنظرة سريعة الى العمارات في العديد من المناطق تكفي لمعرفة انه لا مجال لزيادة السعة التخزينية الا لاصحاب الفلل والقصور ومثل هؤلاء لا يهمهم الامر ولا يعنيهم على الاطلاق والاسباب لا تخفى على احد، فاسطح المنازل تحمل من المياه ما يفوق قدرتها ومحيط المنزل يستخدم كراجات وهو لا يكفي ايضا. هذا من جهة ومن جهة اخرى فزيادة السعة التخزينية تزيد من الاعباء المالية على المواطنين مهما كانت بسيطة، فالغالبية العظمى لاتستطيع القيام بذلك ولا داعي للخوض بالاسباب فهي لا تخفى على احد!!!. 
 
لماذا بالغالب تلقى المسؤولية على اكتاف المواطن المنهك؟ ويكتفي المعنيين بالتصريح وكأن تصريحاتهم سحر وفيها من الحلول ما يكفي لحل اي مشكلة؟ وفي ظل المفاهيم والممارسات الادارية الحديثة، اين خطط الطواريء وخطة استمرارية الاعمال لدى الشركة؟ اين ممارسات استشراف المستقبل ورسم السيناريوهات لديها؟ لماذا دائما الكرة تلقى في مرمى المواطن؟ 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد