السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (سيدنا يوسف وزليخا، ج8 من 10)ِ.

mainThumb

02-01-2020 08:50 AM

 إستكمالاً لما جاء في الجزء السابع من مقالتي السابقة والتي ناقشت الآية  رقم 32 من سورة يوسف، نتابع في هذه المقالة أحداث الآية (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (يوسف: 33))، والآية (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (يوسف: 34)). بعد أن دعت زليخا النسوة إلى قصرها وحدث ما حدث معهن من تقطيع أيديهن وتلطيخ ثيابهن بدمائهن وبعد أن قالوا لزليخا: ما هذا بشراً إنما هو ملك كريم وإعتذرن لزليخا على ما قلن عنها في جلساتهن على ما فعلته مع يوسف. بعد ذلك إعترفت زليخا بأنها راودته عن نفسه وقالت: لئن لم يفعل ما آمره به ليسجنن وليكونا من الصاغرين. تشجعن النسوة على مراودة يوسف وأصبح يوسف يطارد ليس من قبل زليخا وحدها بل من قبل جميع النسوة التي دعتهن لقصرها ورأينه وبشتى الطرق والأساليب وغير مكترثات بأزواجهن وبسمعتهن وخرجن من قصر العزيز وأخذن يتنافسن في تجميل أنفسهن ولبس أجمل الثياب المغرية لإغراء وإغواء يوسف ويتسابقن فيما بينهن في الفوز في مواقعته. وهنا زاد على يوسف الهم والكرب والمعاناة فأصبح مطارداً من قبل أكثر من لبؤة مفترسة وبلا هوادة ويراودن الأسد عن نفسه ( إذا جاز لي هذا التعبير)، وحاشا ليوسف أن يكون كذلك لأنهن إعترفن بأنه ملك كريم. فَلِمَن يلجأ يوسف؟ للعزيز التي إمرأته بيدها الأمر والنهي وهو لا يهش ولا ينش، أم لأي مسؤول من المسؤولين الذين زوجاتهم يطاردنه غير مكترثات بأزواجهن والأمر والنهي يظهر بأيديهن أيضاً ولولا كذلك لما تجرأن أن يراودن يوسف عن نفسه.

 
فنتساءل هل عند جميع أزواج تلك النسوة مشكلات جنسية كما ذكرنا سابقاً عند العزيز مع زوجته؟ نعتقد لا. ولكن الغريزة الجنسية عند النساء ربما أقوى من الرجال وعندما تتغلب الغريزة على العقل عند الإنسان يتصرف الإنسان ذكراً كان أم أنثى كالحيوان ولايهمه إلا إشباع غريزته فقط. ولهذا نقول دائماً وأبداً بُعْد النساء عن الرجال الغرباء أفضل، ولا نأخذ بالقول الذي يقال: ما علي الأنثى شيء يضيرها إن إختلطت بالرجال الغرباء فهي أخت الرجال لأن الله أصدق من كل خلقه فيما جاء في الآية (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (آل عمران: 14)). وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء، وفي حديث آخر: ما إجتمع رجل وإمرأة (ولم يحدد صفة الرجل والمرأة) إلا وكان الشيطان ثالثهما. ومن كثرة مراودة زليخا والنسوة ليوسف لجأ يوسف لربه قائلاً: السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه وطلب منه أن يصرف عنه كيدهن وإلا سيصبوا إليهن ويكن من الجاهلين. وكأن يوسف يقول لربه: أنا إنسان من لحم وعظم ودم وسوياً في كل قدراتي ولدي الغريزة كغيري من الشباب والشيطان موجود ولا أستطيع أن أبعد عنهن فزليخا إمرأة العزيز وهي التي تأمر وتنهى والنسوة زوجات المسؤولين وموجودين في أي وقت ولا أحد يمنعهن من مطاردتي في أي مكان في القصر وخصوصا أن الأمر اصبح مكشوفاً بينهن وبين زليخا. فإستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن لأنه مهيأ أن يكون نبياً ووضع يوسف  في السجن.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد