السلامة العامة في المساجد

mainThumb

10-01-2020 11:36 PM

تعد المساجد من المؤسسات الحكومية؛ فبالتالي تتحمل الحكومة -متمثلة بوزارة الأوقاف- المسوؤلية الكاملة عليها من جميع النواحي – وهي كذلك- ولكن الأمر الذي لا يَلقى الاهتمام الكافي من قبل الوزارة هو أمر السلامة العامة في المساجد التي تعد أمرا ضروريا وحتميا نظرا للتغيرات في الظروف الجوية التي باتت تشهدها الأردن في السنوات الخمس الماضية وما ينتج عنها من تغيرات. في فصل الصيف ترتفع درجات الحرارة بمعدلات غير مسبوقة، وفي فصل الشتاء تنخفض أيضا لتصل إلى معدلات متدنية جدا، إضافة الى تزايد الهطولات المطرية وما ينتج عنها من ارتفاع منسوب المياه وتكوين السيول التي تأخذ ما يعترضها وتغمر المنازل الأرضية وتلك التي التي تقع على مستوى الطريق، إضافة إلى المحال التجارية وما الى ذلك، الأمر الذي يدفع المواطنين الى اتباع كل ما شأنه العمل على تدفأة المنازل وأماكن العمل وأماكن تواجدهم.
 
المسجد يعد الأهم من كل ذلك من جميع النواحي؛ فهو لله ويستخدمه الجميع، فمساحة الغالبية العظمى من المساجد كبيرة جدا، لا سيما التي تقام بها صلاة الجمعة حيث يؤمها المصلون من كل حدب وصوب، وبالغالب تزيد عن قدرتها الاستيعابية، الأمر الذي يبرز أهمية توافر معدات السلامة العامة بها من طفايات حريق وأدوات الاسعاف الأولية ومخارج الطوارىء وأجهزة الإنذار المبكر للحريق. أكاد أجزم أن الغالبية العظمى من المساجد تفقتر إلى وسائل السلامة العامة؛ فالغالبية العظمى منها لا يوجد فيها إلا مخرج واحد!!! وهو بالتالي باب للخروج والدخول!!! فبعد الإنتهاء من صلاة الجمعة يحتاج إخلاء المسجد من المصلين إلى 30 دقيقة تقريبا، فتصوروا حدوث أي طارىء يضطر معه المصلين إلى الخروج بسرعة!!! فماذا يحدث؟ وكم من الوقت يستغرق الإخلاء؟ وكم إصابة و وفاة ستنتج عن التدافع؟ ولك أن تتصور ما سيحصل للمصلين من كبار السن؟ فماذا يحل بهم؟ فمن المسؤول عن ذلك؟ 
 
عمر بن الخطاب رضي الله عن قال:" ويلك يا عمر، لو أن بغلة تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق؟". فلماذا لا تجهز مساجدنا بمستلزمات السلامة العامة؟ ولماذا لم تشكل وزارة الأوقاف لجنة من المهندسين لتفقد جميع مساجد المملكة من جميع النواحي، لا سيما الكبيرة منها بما يضمن سلامة عباد الله؟ الكل يتذكر حادثة المسجد الحسيني!!! وقام سيد البلاد حينها بالتوجيه اللازم بهذا الشأن، فلا يوجد ما يمنع تعميم التوجيه الملكي على جميع المساجد. 
 
كما ينبغي على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القيام بعقد دورات تثقيفية وبرامج تدريبية بالتعاون مع الإدارة العامة للدفاع المدني لتدريب الأئمة والمؤذنين للتعامل مع الحالات الطارئة والتعامل مع الطفايات لاستخدامها في الحالات الطارئة، وكذلك القيام بالصيانة الدورية لهذه الطفايات الأمر الذي من شأنه أن يسهم في سلامة المساجد والمصلين على حد سواء.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد