التقاعد ام التخرج

mainThumb

27-01-2020 08:08 AM

تبدا حياة الانسان في العمل بالطموح للارتقاء في السلم الوظيفي او التطور في القدرات المهنية او زيادة في حجم الاستثمار في التجارة والزراعة وغيرها وكلها تهدف بالاساس إلى تامين حياة كريمة للفرد وأسرته إلى ان يصل إلى مرحلة يستريح فيها طوعا او حكما وخاصة عند العمل في القطاع العام الوظيفي.

ويكتسب خلال هذه المسيرة في حياته خبرات تراكمية ومكاسب ومدخرات مادية لتامين شيخوخته واسرته وتتباين ردود الافعال من فرد لاخر تبعا لثقافته او نظرته للحياة او الظروف الخاصة التي قد تفرض واقعا جديدا لا يتيح له خيارات لصعوبة متطلبات الحياة  ولذلك منهم من يستسلم وكانه ينتظر النهاية لحياته فيقل اهتمامه بصحته ومظهره ويعتكف في منزله ويختفي من المشهد  عن المعارف والأصدقاء .

ومنهم من يستمر في البحث عن مصادر دخل جديدة تفرضها التزاماته نحو نفسه واسرته ولكن من يخرج بعد خدمة طويلة وله من الدخل ما يؤمن له حياة كريمة فعليه ان يبدا حياة جديدة بتقديم خبراته التي اكتسبها من عمله للمجتمع بشعار عنوانه التخرج لحياة يغلفها التفاؤل والعطاء وحب الخير للاخرين شريطة تعشيب الذاكرة من  ذكريات غير سارة  او ممن علق بها من اشخاص كانوا عبئا ثقيلا عليه وخاصة من الجماعات الاجبارية الوظيفية والتي حكما لا بد من  التعامل معها رغم مناصبة بعضهم العداء للاخرين كصفة ملازمة لهم لامراض نفسية او اجتماعية او الشعور بالديونية .

وهنا يحضرني قول المتنبي (ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى،  عدوا له ما من صداقته بد)  ، وخلاف ذلك  قد يفهم الامر على انه تقاعد مشؤوم بانتظار المصير المحتوم، علما بانها حياة جديدة فيها من السعادة له ولاسرته واحفاده ، فما عليك الا الاختيار بين التقاعد المميت كما يراه البعص او التخرج للحياة بروح جديدة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد