خيارات الاردن المتاحة في ظل الترقب الحذر لقرارات مصيرية

mainThumb

27-01-2020 08:48 AM

في الوقت الذي تنشط فيه الدبلوماسيه الامريكيه لإدارة ترامب تجاه إقرار  ضم غور الاردن  لإسرائيل و دعم نتنياهو في الجولة القادمه من انتخابات الحكومة الاسرائيليه، يسود المنطقه العربيه حاله من الهدوء غير المبرر تجاه كل مايحدث في المنطقه العربيه وعلى راسها محاولات وئد القضيه الفلسطينيه، بينما بدأت أصوات الساسه الاردنيه ترتفع مندده ومستهجنه وحائرة امام ضغط قوة الإسناد الامريكي للقرار الاسرائيلي ولنكون واقعيين اكثر بعيدا عن العاطفه فلا الاردن لديه القدره على ابتكار مناورة سياسية مع واشنطن ولا الاردن يملك مقومات تجعله بمواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي الداعم للقرار والداعم للاقتصاد الأردني.
 
الحاله العربيه تعيش واقع مأزوم وتستجدي إسرائيل في اي مناسبه و الأرتكان عليها بات ضرب من الخيال، والشارع الأردني يترقب حائرا بين مستقبل مجهول غير واضح المعالم وواقع اقتصادي ومعيشي صعب في ظل انتخابات برلمانيه قادمه لايعرف لحد الان ملامحها واطارها العام،  وهيكله غير معلنه للقطاع المدني وقرارات اداريه جلها يركز على ترشيق القطاع العام، في ظل ذلك كله بدأت تتدفق استثمارات ملياريه بشكل مفاجئ، مدينة نفطيه بالمليارات و3 جامعات طبيه بالملايين واستثمارات في البحر الميت معلنه وغير معلنه، في ظل هذه الكمائن الاقتصاديه والسياسيه هل يعني ذلك تهيئه البيئه الداخليه لما هو قادم.
 
 تدل المؤشرات الداخليه والخارجيه على اننا قد نكون مجبرون على القبول بالأمر الواقع، ومن هنا تبقى السيناريوهات مفتوحه للتعامل مع أشد مراحل الدولة الاردنيه حساسيه علما اننا قادرين على التكيف مع ماهو قادم  والاردن تاريخيا صاحب تجربه سابقه وقد نجح في أن يستوعب درس خاض غماره في اتفاق السلام ودرس فك الارتباط ودرس حرب الخليج الأولى والثانيه فهل سنكون قادرين على أن نعالج مخرجات قرارات اثقلت كاهل الدولة، الاتجاه شرقا كان غير مجدي ولم نستفيد لا من السوق العراقي اقتصاديا ولا من التركيبه العراقيه سياسيا والاتجاه بالعلاقه شمالا نحو سوريه عوامل الطرد فيها أكثر من عوامل الجذب والاتجاه جنوبا مرتبط بتوجهات سياسيه وقرارات سياديه لا طاقة لنا بتغيير ثوابتنا الاردنيه لأجلها، يبقى لنا أن نوجه البوصله نحو غرب الاردن الذي بات في حكم المؤكد استنادا إلى كافة معايير التحليل والتقييم ان قرار ضم غور الاردن قاب قوسين او أدنى من أن يصبح نافذ فلا التعنت سيفيد بوقف القرار ولا القبول للقرار سيفيد الدولة الاردنيه، مايفيد فقط هو دراسة الازمة بكافة ابعادها بطريقة واقعيه بعيده عن العاطفه ومحاولة تجنب انعكاساتها السلبيه والاستفادة من التعامل مع الحدث بما يفيد في حشد الرأي العام الدولي لصالح الاردن سياسيا واقتصاديا بما يعود بالفائده اجتماعيا.
 
والسيناريو الأكثر احتمالا:
 
هو أن التحركات الامريكيه ستدفع باتجاه نجاح اليمين الاسرائيلي بقيادة نتنياهو في الجوالة الثالثه من الانتخابات الاسرائيليه وقرار ضم غور الاردن سيكون قبل الانتخابات الاسرائيليه لدفع الناخب الاسرائيلي لحسم الجولة لصالح نتينياهو وسيتم منح فترة اربع سنوات لتطبيق القرار  وستكون السلطة الوطنيه الفلسطينيه بقيادة محمود عباس أمام خيارين احلاهما مر، اما الموافقة وحكم 70٪ من ارضي الضفه الغربيه فقط، أو انتظار مهلة الاربع سنوات اي النظر لمرحلة من سيقود الدفه بعد انتهاء ولاية عباس، وتبقى خيارات الاردن محدودة في التعامل لمرحلة مابعد القرار مباشرة او التعامل مع مهلة الاربع سنوات كفترة زمنيه فيها هامش مناورة سياسيه ودبلوماسيه مريح يمكن خلالها أحداث تغيير ما او اختراق دبلوماسي يغير قواعد اللعبه السياسيه لصالح الاردن ويبعدنا زمنيا عن السيناريو الأكثر خطوره: وهو مشروع الكونفدراليا.
 
ورغم ضيق الخيارات المتاحه لدينا، يبقى العامل الاقوى الذي نملكه هو الالتفاف حول القياده الهاشميه بقيادة جلالة الملك بحكمته وحنكته هو العامل الضامن الذي يمكن الاستناد عليه في ضبط بوصلة الازمة نحو المصالح الوطنيه الاردنيه العليا.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد