مع جلالة الملك حادي الركب والموقف

mainThumb

30-01-2020 01:07 PM

ثمانية وخمسون عاما من عمر جلالة مليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين كانت زاخرة بالخير والعطاء والانجاز، ومنذ ولادة جلالته نشأ في كنف جلالة والده المغفور له بإذن الله الحسين العظيم، وتربّى على الفروسية والشجاعة والجندية حيث نذر راحلنا الحسين هذا الشبل الهاشمي خدمة لشعبه وأمته.

 نعم يا سيدي، لقد كنت وفيّا لنهج الحسين الملك الباني ودرب الهاشميين، ونلت ثقة شعبك وأمتك، وقد نذرت حياتك لنهضة أردننا الغالي توصل الليل بالنهار عزما ومضاء من أجل شعبك الذي بايعك على الوفاء المتجدد ملكا وقائدا تقود مسيرتنا بشجاعة وحكمة في بحر متلاطم الامواج يعصف بمنطقتنا العربية، وكنت فارس الكلمة والموقف والقوي الأمين في خدمة مصالح وطننا العليا والدفاع عن قضايا الأمة ومقدساتها. 
 
أن موقف جلالة الملك من صفعة القرن كان واضحا، ولم يهادن أحدا ولم يرضخ لأية ضغوط، فوقف طودا شامخا في كل المحافل الدولية يقارع بالفكر الثاقب والحجة القوية دفاعا عن قضية العرب المركزية لينال الأشقاء الفلسطينيون حقهم في اقامة دولتهم على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف. 
 
نعم، يا سيد الدار بوركت كل أيامكم من عمركم المديد...فأمض بنا ونحن معكم وبكم على العهد والوعد ...معكم في كل المواقف المشرفة التي ترفض الظلم والغطرسة الصهيونية – الأمريكية الأحادية الجانب في وعد بلفور جديد ودعواتها المشبوهة التي ضربت قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية عرض الحائط، وحاولت النيل من كرامة أمتنا وقضاياها العادلة ومستقبل شعوبها. وجاء اعلان جلالتكم للموقف الاردني رغم كل الضغوطات فيما يتعلق بالقدس بقولكم الفصل "كلا على القدس... وكلا على الوطن البديل.. وكلا على التوطين، ونحن الجيش العربي المصطفوي وتاريخنا بالقدس وبفلسطين ولنا صوت ولنا موقف تجاه القدس". 
 
في هذا اليوم المبارك، يا سيدي وانتم صاحب الهيبة والوقار والحكمة والحلم والتواضع كنت المعلم لنا والقدوة، نترسم خطاكم النبيلة ونتفيأ جميعا تحت ظلال خيمتنا الهاشمية الكبيرة الراسخة اوتادها رسوخ الجبال الراسيات في بنيان متماسك وموحّد انتماء لأردن العزم والكرامة، وولاء لقيادتنا الهاشمية الحكيمة، نبارك لجلالة سيدنا بعيد ميلاده الثامن والخمسين الذي يشع ألقا وانجازا وتفانيا نحو أردن النهضة والتقدم في كافة المجالات، محور ذلك الاهتمام بالتعليم النوعي في كافة مراحله وتحديث كافة الوسائل التي تنهض به وتجعل التعليم متمّيزا الذي يرسم معالم النهضة الحقيقية، وتنمّية القدرات البشرية لنواكب التسارع الكبير الذي يشهده العالم.
 
في هذا اليوم يا سيدي، كلنا على العهد والوعد وفي خندق الوطن ندرك ما يحيط بنا من تحديات وصعاب، وثقتنا كبيرة بقيادتكم الفذة وبنشامى قواتنا المسلحة وكافة الأجهزة الامنية الساهرين على حماية الوطن والمواطن، فهم درع الوطن المنيع وصمام الأمان لجميع مفاصل استقرار حاضر ومستقبل أردننا والدفاع عن ترابه من كافة الأخطار التي تحيط بنا من كل صوب، وكذلك هم الأمناء على حماية أمننا الاجتماعي والاقتصادي والتربوي، والحفاظ على المقدرات والانجازات، فهم بحق قرة عين الوطن والقائد يؤدون واجبهم برجولة وبطولة واباء تجاه وطنهم الاردن الأغلى والأبهى ليبقى منيعا قويا امام التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.
 
ودمتم يا مولاي سيدا وقائدا وصوت ضمير الامة النقي والشجاع، فأمض بنا وعين الله ترعاكم، وحمى الله اردننا، وحفظ الله سمو ولي العهد الأمين.
 
كاتب واستاذ جامعي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
عميد كلية الصيدلة في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا الاردنية سابقا.
رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد