كيف ستتحكم صفقة القرن بمؤشر الانتخابات البرلمانية القادمة 2020

mainThumb

31-01-2020 09:30 PM

 تشير الأجواء العامه إلى أن المشهد الأردني لايزال مكتنز بالأحداث القادمه فبعد اعلان صفقة القرن وانتهاء العقدة الزمنيه وفك اللغاز هذا الملف وإغلاق كل التكهنات التي كانت تحوم حوله، بات الجميع ينظر لمرحلة ما بعد الإعلان عن صفقة القرن فأصبح الشارع يترقب كيف سيتم إدارة الملف وماهي الأدوات التي ستستخدم وماهي المكاسب اولا ومن ثم إحصاء الخسائر، وبكل صراحه الحالة الاقتصاديه العامه للشارع الأردني فرضت نفسها بقوة في مشهد حسابات الربح والخسارة من صفقة القرن فالجميع يريد شي ملموس ينعكس على معيشته اليوميه، جاءت هذه الحالة بعد استيعاب  الصدمه الأولى  وامتصاص ردود الفعل المعاكس على الصفقة، وما ادل على ذلك تحركات الشوارع والساحات العربيه يوم الجمعه بالتحديد بعد صلاة الجمعه

 و حالة الخطاب الديني على منابر الجمعه، وهو الموعد الذي ترصده أعين ووسائل الاجهزة الغربيه بدقه وحذر، لتخرج باستنتاج عن ماهية ردود الفعل العربي وقياس الرأي العام واحتمال تطور الرد والرد المعاكس على صفقة القرن، فوجدت وسائل ومركز التقييم الغربيه نفسها امام مشهد كانت تتوقعه واشارت اليه بتسريبات بان رد الفعل الشعبي العربي لن يتجاوز ساعات احتجاج مسيطر عليه عقب صلاة الجمعه، وبعدها سيبدء الحديث عن ماذا تحقق له من مكاسب جراء هذه الصفقة، ستبقى هذا الحالة النفسية والعاطفيه للشارع معلقه لحين الشعور بشي مادي ملموس لا أعتقد أنه سيكون قريبا.
 
تنتهي حقبة الصفقة التي شغلت الشارع لسنة ونيف، لتبدء حقبة سباق الانتخابات النيابية المحموم في ظل حالة الاحباط العام التي يعيشها الشارع وتعطشه لأي تغيير او تعديل يطور على مجرى الحياه اليومي، ستكون حمى الانتخابات هي حديث الساعه للشارع الأردني خلال الفترة القليله القادمه خاصه ان الشارع سئم ومل من أدوات واذرع المجلس الحالي والذي ينتهي دستوريا في 11 أيار القادم وهي المدى التي حددها الدستور باربع سنوات شمسيه من يوم اعلان النتائج، ورغم ان المجلس القادم لن يختلف عن سابقيه في خلق شي جديد الا أن طبيعة الأردني تميل نحو التجديد والتغيير أملا في حدوث شي ما يطور في حياته اليوميه.
 
و من خلال تتبع المسار الزمني للأحداث في الداخل الأردني وقياس حركة الرأي العام للشارع وردود الافعال، يبدو أن تسلسل الأحداث خلال الفترة القادمة سيقسم إلى 3 مسارات وكمايلي:
 
الربع الأول من 2020 سيشهد ارتفاع في وتيره الخطاب حول صفقة القرن التي ما يلبث هذا الخطاب ان يضمر تدريجيا لإمتصاص الصدمه والتحول في الخطاب نحو قياس الربح والخسارة من هذه الصفقه. 
 
الربع الثاني: ارتفاع وتيرة خطاب الدعاية الانتخابيه وبدء الهروله الفعليه للمرشحين الجدد والذين سيكررون خطاب الرفض لصفقة القرن وقد نشاهد في نهاية الربع الثاني اي تقريبا شهر حزيران لافتات المرشحين اتخذت من صفقة القرن ذريعه لإثبات الذات وكسب العاطفة وان هذا المرشح او ذاك سيكون المناكف الأول والاوحد للدولة وسيكون حديث الشارع وحركته مرتبط بميزان الربح والخساره من مخرجات صفقة القرن وحدث الانتخابات البرلمانيه والتي تشير ملامح الشعور العامه  ومقياس تحليل الحديث والردود  واسلوب الخطاب ان الشباب سيكون لهم كلمتهم فيها على حساب تيار الصقور والحمائم. 
 
الربع الثالث: وهو ربع حصد المكاسب الانتخابيه والتي سترتبط هذه المرة بمخرجات صفقة القرن حيث سيكون شكل المجلس مختلف وطريقة أدائه متناغمه اكثر من سابقاتها مع متطلبات المرحله الا ان مستوى الخطاب سيكون نفسه اي مضبوط وبمقاييس متفاوته تتحكم فيه أدوات الدولة العميقه، و من المتوقع أن تبدء خطوات التطبيق لبعض او جزء من بنود ومخرجات صفقة القرن وأعتقد أن الشارع سيلمس جزء من المكاسب التي كان يتطلع إليها وكان في الربع الأول الذي أشرنا اليه يعتقد انه سيحصل عليها خلال أيام.
 
هنا أود الإشارة إلى ان الساحه الداخليه الاردنيه تبقى مفتوحه على عدة احتمالات واحداث وستكون جميعها مرتبطه بمخرجات صفقة القرن لكن أبرز حدث قادم بقوة هو حدث الانتخابات البرلمانيه التي ينتظر المرشح والشارع حالة الدفئ الربيعي والخروج من السبات الشتوي حتى ينطلق فيها المرشحين الجدد والتي اتوقع ان تطغى عليهم حالة عامه ليبراليه محافظة في محاولة لإثبات وجودهم ومزاحمة المرشحين المخضرمين وعلى المرشحين الذين سبق لهم ان جلسوا تحت القبه حالة براغماتيه عامه اي باللعب على وتر الشارع تارة والدولة تارة اخرى لأنهم يعتقدون انهم فهموا قواعد اللعبه وانطلاقا منها سوف يتصرفون، بين كل هذا الالغاز والمعاني التي تبقى بحاجه لتفسير مابين السطور ومسك مفاتيح العبارات، يبقى المشهد الاردني الداخلي مفتوحا على كل الخيارات خلال النصف الأول من عام 2020، وتبقى الدولة الاردنيه مقارنه بغيرها من دول الاقليم هي مؤشر نموذجي على مقياس الحفاظ والمحافظة على استقرارها وضبط بوصلتها حيث تريد ومتى تريد وكيفما تريد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد