زرع القِيَم في نفوس الأجيال

mainThumb

04-02-2020 03:47 PM

قيل قديما ً : " العلمُ في الصِّغَر ِ كالنَّقش ِ في الحجر ِ " فإذا أرادت الأمَمُ أن تتطوّر وتنمو بشكل ٍ سليم ، وعلى القِيم النبيلة ، فعليها توجيه اهتمامها إلى الأطفال دون سنّ الثامنة ، لأنّه ومن منظور علماء النَّفس ، فإنّ شخصيّة الإنسان تتبلور منذ ولادته ، حيث تُعدّ سنتا المهد مرحلة ثقة يبنيها مع المحيطين به إن وفّروا له الرعاية والمحبّة والحنان .
 
ومنذ سنّ الثالثة تبدأ بذور الشخصيّة تتكوّن ، وعلينا خلال هذه الفترة أن نعوّد أبناءنا على الاستقلاليّة ، كي لا يصبح فيما بعد إنسانا ً اتّكاليا ً ، وتستمرّ هذه المرحلة حتى سنّ الخامسة .
 
بعد الخامسة يلتحق الطفل برياض الأطفال ، ثمّ المدرسة ، وهنا تكمن مسؤوليّة وزارة التربية والتعليم ، في إعداد مناهج ومُقرّرات تبني من خلالها شخصيّة الطفل .   
 
فإذا أرادت أيّ أمّة أن تزرع في نفوس أبنائها قِيَما ً معيّنة ، تتماشى مع طبيعة لغتنا ، وتاريخنا ، وديننا ، دين التسامح وقبول الآخر ، فما عليها إلّا أن تعمل على تضمين الخطوط العريضة للمناهج تلك القِيَم المُستَهدَفة .
 
إنّ النّصوص المُختارة ، وخاصّة في مناهج اللغة العربيّة والتربية الإسلاميّة ، ومقرّراتها ، يجب اختيارها بعناية ٍ فائقة ، بحيث يعمل المعلّم من خلالها على غرس قِيم الصّدق والعدل والمساواة والكرم والتسامح ، واحترام الرأي الآخَر ، وقبول الآخَر مهما كان اختلافنا معه .
 
ومن أهمّ القِيم التي يجب غرسها في النّفوس الاعتدال ومكافحة التطرّف والمغالاة ، فقد دعا ديننا الحنيف إلى الاعتدال حتّى في المطعم والمَشرب ، قال تعالى : " كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنّه لا يُحبّ المسرفين "
 
حتّى المشي دعانا الإسلام أن نعتدل فيه فلا نسرع ولا نُبطِئ ، قال تعالى :" وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ " فيا له من دين ٍ حنيف !!!
 
 
كما دعانا الإسلام إلى الحوار والجدال الحَسَن ، قال تعالى :" ولا تستوي الحَسَنَةُ ولا السيّئة ادفَع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوة ٌ كأنّه وليٌّ حميم "
هذه القِيَم وغيرها هي التي يجب أن تُزرَع في نفوس الأجيال ، فما على وزارة التربية إلا أن تعمل كمنظومة واحدة لخدمة هذا الهدف النبيل .  
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد