بداية التغريبة .. وعد بلفور

mainThumb

06-02-2020 11:45 PM

 إبتداءً من التفكير القومي للحركة الصهيونية  في أن كل شعب يحتاج إلى وطن، وبما أن اليهود شعب بلا وطن، فلا بد من العثور على وطن. كانت فلسطين (أرض الميعاد) هدفاً لمؤتمر بازل /سويسرا الذي عقدته الحركة الصهيونية عام 1897 لإنشاء الوطن القومي لليهود من كل أنحاء العالم، وقد تمثل ذلك بتاريخ 2 تشرين الثاني عام  1917 بصدور وعد بلفور، والذي تعهدت به بريطانيا بإقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وأنجز بإعلان دولة اسرائيل عام 1948، ورغم محاولات السلام بمراحلها الطويلة مروراً بمفاوضات وارسو، وكامب ديفد،.....الخ، إلا أن معاناة الأشقاء الفلسطينين ما زالت تتوارثها الأجيال، ودولتهم بعيدة الإستقلال. 
 
** إتفاقيات أنهت الحرب ولم تخلق السلام.....
 
(اتفاقيتي كامب ديفيد لعام 1978، ومعاهدة السلام المصرية –الإسرائيلية لعام 1979)
هذه الإتفاقيات التي رسم المفاوضون فيها والموقعون عليها خط السلام في المنطقة، رغم أنها لم تأخذ بشمولية الحل وعدالته للقضية الفلـسطينية، إلا أن إسرائيل ما تزال ترفض الاعتراف بالحقوق العربية، وتنتهك قرارات الشرعية الدولية التي تنص على تلك الحقوق.
 
يقول الدكتور بطرس غالي وزير الدولة المصري الأسبق للشؤون الخارجية آنذاك، يصف من خلالها الأجواء التي عاشها الوفد المصري الذي شارك في توقيع معاهدة السلام المصرية/الإسرائيلية بين مصر وإسرائيل في الصفحة رقم (145) من مذكراته
 
والتي تحمل عنوان: طريق مصر إلى القدس ليكشف عن الأجواء البائسة التي سبقت توقيع هذه الاتفاقية التي أنهت الحرب ولم تخلق السلام.....وفجأة سقطت أمطار غزيرة واجتاحت ريح عاتية كامب ديفيد، وكأن الطبيعة تطلب منا مغادرة هذا المكان، وأثناء تناول الإفطار ترددت أصداء الرعد والبرق في كبد السماء، وقال أحد دبلوماسيينا إن السماء غاضبة مما يحدث في كامب ديفيد...... 
 
ومنذ ذلك الوقت تفرغت معظم الأنظمة العربية لخصوماتها وتصفية حساباتها مع بعضها البعض ومع شعوبها في آن واحد، مما سمح بولادة ما يسمى رغم عنا (صفقة القرن ) التي رسمت وحيكت كما رسم ونفذ وعد بلفور.... وللتغريبة بقية في مقالاات لاحقة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد