يوم الوفاء والبيعة لا تنطفئ له جذوة

mainThumb

07-02-2020 05:56 PM

إحدى وعشرون سنة مرت على رحيل الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وكان السابع من شباط عام 1999 يوما أليما وعصيبا على الأردنيين حيث غادر سيد الرجال إلى رحاب الله الأوسع من رحابنا، كما كانت البيعة لمليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين فاختلطت مشاعر الوفاء والبيعة في قالب واحد موحّد لا تنطفيء لها جذوة.

 
نعم إنه يوم الوفاء لسيد الرجال الذي عاش في ضمير ووجدان أبناء وطنه وأمته وكل المنصفين في العالم إلى أن لاقى وجه الله تعالى، وودعه شعبه الوفي والعالم في موقف مهيب عز نظيره حيث  كانت عمان عاصمة الدنيا ومركز الكون في موقف مهيب سجله الأردنيون والعالم أجمع بحروف من نور احتراما وإجلالا لمكانته وتقديرا لنهجه الفريد في الحكم، وكان سيد الرجال الرجال في كل موقف، كما هو أغلى الرجال من خلال سيرته ومسيرته التي سطّرت صفحات مضيئة ومشرقة عاشها الأردنيون مع الحسين الملك الانسان لحظة لحظة إلى أن لقي وجه الله راضيا مرضيا.
 
وستبقى روح حسييننا ماثلة أمامنا، وأسمه محفورا في العقول والقلوب، ورحم الله أبا عبد الله الملك الانسان الذي عاش عظيما، ورحل عظيما حيث نذر حياته لوطنه وأمته. وستبقى الأجيال تكتب تاريخ باني نهضة الأردن بحروف من نور، لأن تاريخ حسيننا العظيم هو تاريخ وطن تم بناؤه بالصبر والعزيمة وتم تحقيقه بالجهد المخلص، والتفاني والتضحية، وصدق الانتماء للوطن والأمة. 
 
وكان السابع من شباط كذلك بيعة متجددة لمليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين حيث تولى  جلالته سلطاته الدستورية استمرارا لنهج سيد الرجال حيث بايع الأردنيون فارسا هاشميا وعيون وقلوب وعقول الأردنيين تتجه بثقة وايمان نحو هذا الفارس الذي سيقود بنا المركب لمتابعة مسيرة البناء والإنجاز في أردننا الغالي مكمّلا مشوار راحلنا العظيم باستشراف آفاق المستقبل وادراك حجم المسؤولية بإيمان ووعي لمواجهة التحديات التي تواجهنا على كل صعيد.
يا رمز سيادتنا لقد ترسمتم نهج راحلنا العظيم فلم تنل لكم قناة في مواجهة الأخطار والأجندة التي تحاول النيل من منعة أردننا ليبقى وطنا مهاب الجانب، وطودا شامخا أمام الأخطار والتحديات التي تواجه قضايا امتنا العادلة تدافع عنها بضمير وامانة وكانت فلسطين والقدس على راس الاولويات لينال الاشقاء الفلسطينيون حقهم المشروع بإقامة دولتهم على ارض فلسطين المباركة وعاصمتها القدس، وكنتم لنا القائد الكبير واستطعتم أن تضعوا الأردن الوطن الاغلى وأبناءه على قائمة الاولويات في كل خطواتكم المباركة تحملون رساله الهاشميين الحرة الأبية التي تحفظ للوطن سيادته ومنعته كما تحفظ للإنسان كرامته وعزته.
 
في هذا اليوم نقرا الفاتحة على روح سيد الرجال حسيننا العظيم،  ونشد الأحزمة جنودا للوطن كل في موقعه ليبقى اردننا جميل الوجه نساهم جميعا في تكوينها بأبهى صورة، ولتبقى عمّان عاصمة الدنيا تفخر بسيدها الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين عنوانا لعزتها ورمزا لكبريائها. 
وعلى العهد نمضي مع قائدنا جلالة الملك عبد الله بن الحسين نحافظ على عهد الشرفاء والأوفياء الحريصين على كل ذرة تراب من ثراه الطهور. وحمى الله الأردن وطنا عظيما  تحميه سواعد الصادقين المخلصين، ودمتم يا مولاي سيدا وقائدا، وحفظ الله سمو ولي العهد الامين.
 
* استاذ جامعي وكاتب/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية
* عميد كلية الصيدلة سابقا في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا الاردنية سابقا
* رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد