دلالات تحملها زيارة أمير قطر للاردن

mainThumb

21-02-2020 05:38 PM

تحط يوم الأحد في عمان طائرة الشيخ تميم الذي لطالما كانت مواقفه عربيه بامتياز، ترحيب شعبي ورسمي بهذه الزياره تغلفها عاطفة جياشه تربط النبض الأردني بالنبض القطري، حيث تأتي هذه الزياره في ظل واقع إقليمي معقد، تتشابك فيه ازمات المنطقه فالملف السوري يتجه نحو مواجهه دبلوماسيه خشنه تركيه - روسيه لرغبة موسكو في حسم هذا الملف الذي بدأ يزعجها والتحول نحو جني الأرباح فيما تعارض تركيا الحسم بالمقاس الروسي وخروجها صفر المكاسب، الملف العراقي ليس افضل حالا تدهور امني وسياسي غداة تشكيل الحكومه العراقيه ذات الطابع الليبرالي والمحتمل ان ترى النور يوم الاثنين القادم في ظل تدهور امني ومظاهرات تجتاح الشارع العراقي، الملف اليمني أصابه الجمود السياسي مقابل التصعيد العسكري الذي استنزف ميزانيات دول كانت بالأمس القريب تحقق فوائض فاقت التوقعات فتحولت نحو البحث عن حلول للخروج من الازمه بأقل الخسائر، ملف ليبي لايزال عالقا بين مبادرات اوروبيه تعيقها تدخلات إقليميه ودوليه تحاول ضمان مصالحها في المياه الدافئه للمتوسط بالقرب من القاره الاوروبيه، 
 
ويبقى ملف صفقة القرن الابرز والاحدث في تعقيدات المشهد الإقليمي بكل مايحمله من تبعات وارتدادات اقليميه، واصطفافات عربيه معقده وتكتلات تائهة بين المسميات منها مايحمل الصبغة الاسلاميه ومنها مايحمل الصبغه العربيه وكلاهما لايحمل بعدا استراتيجيا، في ظل هذه البيئه الإقليميه تبقى عمان والدوحه واحة أمن واستقرار تتوفر فيها قيادتين لديها قدرات سياسيه وبعد نظر وحكمه يؤهلها  لضبط بوصلة المنطقه نحو الاحتواء في اطارها العربي، ولا أعتقد أن الزياره ستشكل إعادة اصطفاف في البعد العربي فالدوحه تدرك أهمية الاردن في المنطقه وقدرتها على التحرك اقليميا ودوليا وعمان تدرك قدرة الدوحه على استيعاب المتغيرات الاقليميه،
 
وتاتي زيارة الشيخ تميم أمير دولة قطر إلى الاردن ليلتقي على أرض عمان سليل الدوحه الهاشميه والوصي الشرعي على المقدسات الاسلاميه، ليشكلان نقطة التقاء لوجهات نظر متقاربه نحو هذه الملفات والتي في مجملها وصلت إلى مرحله أصبحت فيها بحاجه الى مبادرات تستيطع عمان والدوحه بامكانات قادتها ان تلعب دور الرياده فيها، في ظل ارتباط عمان مع الدوحه على المستوى الرسمي والشعبي بنقاط مشتركة  تغلفها علاقات طيبه لطالمه اتسمت بالمصداقيه والوضوح بعيده عن المواربه كانت ومازلت  فيها الدوحه شريان لقلبها عمان فلا الشريان يعيش بدون القلب ولا القلب يعيش بدون الشريان، ونقول لأمير قطر والوفد المرافق من أرض النشامى في مضارب بني هاشم حللتم اهلا ووطئتم  سهلا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد