أطفالنا اكبادنا

mainThumb

22-02-2020 11:52 PM

استوقفتني أمس طفلة ترتدي مريولا مدرسياً  أزرق ولا تبدو عليها علامات البؤس وقالت لي بصوت طفولي بريء : " عمو معك 20 قرش " لقد صدمني هذا السؤال  وتلاطمت في ذهني عدة أفكار مقلقة حول  مستقبل هذا الجيل .
 
أول سؤال تبادر إلى ذهني : ما الذي دفع الفتاة الصغيرة إلى هذا العمل ؟  أهو فقر الأسرة بسبب مرض الأب أو وفاته .. ، أم سوء التربية ، أم نزوة شخصية  ؟  
 
مهما يكن السبب فإن هذا التصرف غير مقبول ويعتبر جريمة إنسانية بحق الطفولة وحق المجتمع لأسباب كثيرة منها :
 
- جرح لكرامة الطفل وإنسانيته حين يقف مثل هذه الوقفات ، وبأي نفسية سيكبر
 
- قد يعتاد الطفل على هذه المواقف فيضر بنفسه ويكون عامل هدم في المجتمع
 
- قد يُستغل الطفل من ضعاف النفوس فينتج عن ذلك جرائم مجتمعية تقشعر لها الأبدان ، وقد حدثت بالفعل مثل هذه الجرائم .  
 
على الأسر أن تُحسن تربية أبنائها وتعلمهم النخوة والرجولة والعفة والكرامة وأن اليد العليا خير من اليد السفلى  ، وأن العمل مقدس والتسول مذموم من الله والناس.  
 
وعلى الوالدين أن يتابعوا أطفالهم وينبهوهم إلى خطورة هذه التصرفات ، يجب على الأب أن يكفي أطفاله ولا يضيعهم ثم يسألهم من أين حصلتم على المال ؟ وعليه أن يلاحظ تصرفاتهم ، على الأم أن تنتبه لأطفالها ولا تنشغل عنهم  بالزيارات والتسوق وأن لا تتركهم لتربية التلفاز والقنوات الفضائية  والخلوي وقرناء السوء .
 
وعلى الحكومة أن تساعد هذه الأسر الفقيرة حتى لا يضطر أبنائها لمثل هذه الأعمال ، وأن تعمل على إيجاد فرص عمل لآلاف الشباب المتعطلين ، وأن ترفع عنا الفساد وأن تحمينا من نار الغلاء وسيل الضرائب لنعيش مستوري الحال .  
 
المعلمون في المدارس مسؤولون عن تفشي هذه الظاهرة وعليهم أن ينبهوا الأطفال لخطورتها ، وكذلك خطباء ووعاظ المساجد ، وكل المؤسسات التربوية  عليهم أن ينبهوا المواطنين لخطورة هذا التصرف ، وأن يوجهوهم للعمل المثمر المفيد .
 
الطفولة أمانة في أعناقنا جميعاً ، وهم مستقبل وأمل هذه الأمة ولزاما علينا أن نخطط لمستقبل أفضل ، وإنما أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، والله الموفق .    


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد