التوتر الروسي - التركي شمال سوريه قد يتمدد

mainThumb

29-02-2020 02:35 PM

وصل التوتر الروسي - التركي إلى مراحل قد تكون فيه العوده الى طاولة المفاوضات باهضة التكاليف، حيث شهدت منطقة العمليات بين الطرفين شمال سوريه مؤخرا تطورات متسارعه كان أبرزها استعادة الجماعات المسلحه المدعومه من تركيا لمدينة سراقب الاستراتيجيه والتي تقع على عقدة مواصلات تربط اوتستراد M5 مع M4 وهو ما ازعج موسكو، لان انقرا بهذه الخطوه تكون قد منعت الهدف الرئيسي من العمليات وهو السيطره على الطرق الرئيسيه من أجل الأطباق على إدلب وريفها، السبب الذي يفسر قوة الرد الروسي على الخطوه التركيه بتوجيه ضربه جويه لموقع تتواجد فيه قوات تركيا قتل على اثرها 33 جندي تركي، الموقف بشكل عام يشهد تصعيد من كلا الطرفين، تركيا تريد الاحتفاظ بورقة سراقب من أجل تحسين وضعها التفاوضي وروسيا تريد الاحتفاظ بورقة سراقب ايضا من أجل مسك الطرق الدوليه M5 و M4  والانطلاق منها باتجاه جسر الشغور لفصل مناطق جنوب إدلب عن شمالها، الا ان الخطوة التركيه باستعادة سراقب اربكت الحسابات الروسيه بشكل جعلها تعيد حساباتها في خطط العمليات وفتح مسرح عمليات تتنافس فيه انقرا وموسكو يمتد باتجاه ليبيا، ويبدو ان تركيا العنيده في ملف شمال سوريه قد بدأت تلوح بورقتين ورقة اللاجئين التي أعلنت عنها يوم امس بأنها لن تغلق الحدود امام توجه اللاجئين إلى أوروبا، لاجبار الدول الاوروبيه على القبول بالورقه الثانيه وهي اتخاذ موقف واضح من الازمه من خلال دعوة أعضاء خلف الناتو لإجتماع طارئ والمطالبه بفرض منطقة حظر جوي فوق إدلب، في ظل هذا التوتر في الموقف شمال سوريه بين اقطاب الصراع الرئيسه، من المتوقع ان تتجه موسكو لتحريك المياه الراكده في المتوسط وتفعل ورقة الصراع على الجبهة الليبيه والتي يتنافس فيها الروس والأتراك، لتوجيه رسالة إلى تركيا مفادها ان تحقيق نجاح محدود في إدلب السوريه لا يعني حرية حركة لتركيا في ملفات النزاع الروسي - التركي وعلى رأسها الملف السوري والليبي لذلك من المتوقع ان الرابح في شمال سوريه سيكون الخاسر في الملف الليبي، ونتوقع ان الخطوة التكتيكيه القادمه ستكون توجه القوات السوريه المدعومه من الروس والمليشيات الايرانيه نحو جسر الشغور لفصل جنوب ادلب عن شماله، بالتزامن مع استهداف جنود أتراك لاجبار الداخل التركي على التحرك ضد خطوات اردوغان، اضافه إلى زيادة دعم موسكو لقوات حفتر في ليبيا للتقدم اكثر باتجاه طرابلس وهكذا تكون موسكو بهذه الخطوة المتوقعه قد ضغطت على تركيا للذهاب إلى طاولة المفاوضات بوضع ميداني هش، في حين من المتوقع ان يقابل ذلك خطوات تركيه ابرزها محاولة العناصر المسلحه المدعومه من تركيا التوجه نحو معرة النعمان مع محاولة اخذ وضعية دفاعيه من قبل قوات حكومة الوفاق الليبيه المدعومه من انقرا لمنع اي تقدم باتجاه طرابلس في محاوله من انقرا ايضا الذهاب إلى طاولة المفاوضات بأوراق تفاوضيه أقوى.
 
اذا طرفي الصراع روسيا وتركيا  يدركان  بانه لن تكون هناك مواجهة عسكريه مباشرة  وان طرفي الصراع في النهاية ذاهبان إلى وضع تفاوضي لذلك يحاول كل منهم تحسين وضعه التفاوضي من خلال تحسين وضعه الميدان.
 
وبذلك تكون روسيا قد نجحت في التدرج بالرد من المستوى التكتيكي إلى المستوى الاستراتيجي واستطاعت الانتقال من منطقة عمليات (شمال سوريا) إلى مسرح عمليات أوسع يشمل  (سوريا وليبيا) لان موسكو تدرك انها اقدر من انقرا على التحرك في مسرح عمليات استراتيجي لتوفر عوامل القوى الاستراتيجيه لديها على حساب الأتراك، لذلك نتوقع ان يتشكل المشهد السياسي والميداني خلال الأيام القادمه كمايلي:
 
1- سوف تتحركت جبهة طرابلس في ليبيا. 
2- نجاح العناصر المدعومه من تركيا بالاحتفاظ بمدينة سراقب.
3- تحرك القوات المدعومه من تركيا باتجاه معرة النعمان.
4- تحرك قوات النظام المدعومه من روسيا باتجاه جسر الشغور.
5- إجبار أطراف الصراع من قبل المجتمع الدولي على وقف القتال عند حدود سراقب وجسر الشغور وطرابلس الليبيه دون حسم يذكر والجلوس إلى طاولة المفاوضات برعايه امميه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد