المفاوضات التركية - الروسية القادمة

mainThumb

02-03-2020 11:52 PM

 من المنتظر ان يتوجه الرئيس التركي أردوغان يوم الخميس إلى العاصمه الروسيه موسكو  على رأس وفد يضم  وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، للقاء الرئيس الروسي بوتين والتباحث بشأن التطورات الاخيره في إدلب السوريه، حيث تأتي هذه المباحثات مؤشر على أن معادلة الصراع على إدلب تتجه باتجاه طاولة المفاوضات وبرعايه دوليه، وهو ما أشرنا له في مقال نشر في 28 شباط خلص بأنه لن يكون هناك صدام روسي - تركي مباشر شمال سوريه وان طرفي الصراع التركي والروسي يحاول كل منهم الضغط ميدانيا وتحقيق مكاسب على الارض لتحسين وضعه التفاوض و فرض ارادته على طاولة المفاوضات، ومن المبكر تقييم مدى نجاح المفاوضات من فشلها لكن المؤشرات الاوليه تدل على أن جميع الأطراف لا ترغب بأن يكون هناك صدام تركي - روسي في حين تحاول انقرا وموسكو التعامل مع الخيارات المتوفره لديها بشكل يضمن عدم تجاوز النقطة الحرجه في الصراع وإنهاء ملفات الخلاف دبلوماسيا، فمثلا تركيا تستغل ورقة اللاجئين نحو أوروبا للضغط على الاتحاد الأوروبي لتبني مبادره دبلوماسي توقف التقدم السوري المدعوم من الطيران الروسي والمليشيات الايرانيه عند حدود المكاسب التي تم تحقيقها من قبل الجماعات المسلحه المدعومه من تركيا، وهو ما يفسر استعجال انقرا والسرعه في الدفع باتجاه مفاوضات مع روسيا لشعورها بأنها في وضع ميداني جيد يؤهلها لفرض شروط تفاوضيه جيده وخاصه مع احتفاظها بورقة سراقب وورقة اللاجئين وهذا الاستعجال التركي يدل على تخوفات انقرا من فقدان سراقب و إعادة قوات النظام السوري السيطرة مره اخرى عليها وبالتالي تصبح أوراق تركيا التفاوضيه ضعيفه، في الجهة المقابله هناك تخوفات غير معلنه من ان تكون موسكو قد حددت موعد اللقاء بين بوتين واردوغان يوم الخميس في نفس الوقت الذي تخطط فيه للدفع بكل عناصر القوى لديها لدعم قوات النظام لسحب ورقة سراقب قبل لقاء الخميس بوقت قصير مما يفقد انقرا نشوة النصر وتكون موسكو قد اربكت الحسابات التركيه، في الوقت الذي تلعب فيه موسكو كذلك بورقة الملف الليبي القريب أيضا من أوروبا لارسال رسالة إلى أردوغان والاتحاد الأوروبي بأن المعادله يجب أن تتضمن حل واحد للملفين السوري والليبي.
 
وفي ظل هذه المعادله الصعبه للصراع يبقى الموقف الأوروبي متخوفا  من ازدياد التوتر في ليبيا القريبه منها او من ورقة اللاجئين التي تلوح بها تركيا لذلك تحاول إيجاد مخرج سريع للازمه مما يعني التقاء الاستعجال الأوروبي مع الاستعجال التركي لطي صفحة ملف إدلب ولو مؤقتا عند حدوده الحاليه، ومن هنا تبقى التطورات الميدانيه ونسب السيطره على الأرض هي من يحكم ويؤطر لشكل المفاوضات التركيه - الروسيه القادمه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد