المعلّم .. الإنسان

mainThumb

03-03-2020 01:02 PM

ركيزة من ركائز المجتمع، وعمادٌ للأمّة، وعصبٌ للحياة ، بان ٍ للأجيال، مثقِّف للنفس ومهذِّب لها، كان قديما ً قاضيا ً شرعيّا ً للبلدة التي يتواجد فيها، يعقد قران العروسَين، ويفضّ المنازعات بين الناس، يتمتّع باحترام الكبار قبل الصّغار.
 
وعلى الرّغم من شدّته وقسوته مع طلّابه، كانوا يحبّونه ويعظّموه ويحترموه، كان الواحد منهم إذا رأى المعلّم في شارع ٍ يغيّر اتّجاهه، كي لا يراه المعلّم من شدّة هيبة المعلّم.
 
إنّ جُلّ الذين تخرّجوا في ظلّ هكذا معلّمين، وصلوا أعلى المراتب والمنازل، فكان منهم الوزراء والنوّاب والمحافظين والقُضاة.
 
للّه درّ المعلّم، فهو شمعة ٌ يحرق نفسه ليضيء الدّرب للآخرين! ينير العقول، ويهديهم بعد الله إلى الطريق المستقيم.
 
وممّا كان يسهّل مهمّة المعلّم تعاون واحترام أولياء أمور الطلاب والطالبات له، وتقدير دوره العظيم الذي يقوم به في التنوير، والشدّ على يديه، فكانوا رديفا ً له في مهمّته.
 
وما نطلبه اليوم من أبنائنا الطلبة أن ينظروا للمعلّم على أنّه أبٌ أو أخ ٌ، وليس عدوّا ً يُنتقَم منه، فهو يُفني نفسه وجلّ وقته في غرفة الصفّ، ويعيش مع أبنائه الطلبة أكثر من عَيشه مع أسرته نفسها .
 
كما نطلب من أولياء الأمور الأخذ على يد المعلّم ونصرته، واحترامه وتقدير دوره العظيم الذي لا يضاهيه فيه أحد على الإطلاق. فالتعليم رسالة قبل كلّ شيء.
 
طالَبَ القضاة في ألمانيا بمساواة رواتبهم برواتب المعلّمين ، فما كان من المستشارة الألمانيّة إلا أن جاوبتهم :" أترضون أن تتساوى رواتبكم برواتب من علّموكم ؟؟ " فبهتوا ورضوا بما هم فيه .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد