هل نحن على قدر كافٍ من المسؤولية في إدارة المخاطر ؟

mainThumb

04-03-2020 05:36 PM

نحن في الأردن والحمد لله عندنا نسبة مئوية عالية من الشعب متعلمين ومثقفين ولديهم وعي صحي، حتى الأعمار الكبيرة والتي لا تحمل شهادات إعدادية أو ثانوية أو جامعية نجد أغلبهم على ثقافة ودراية بالصحة العامة وكيفية العناية بنظافة البدن والمكان والأوعية والملابس. ويعود ذلك لأن النسبة العظمى من الشعب يدينون بالإسلام والمسيحية وجميع الديانات تحث أصحابها وأتباعها على ذلك. علاوة على أن إندماج المجتمع الأردني بمجتمعات من مختلف الدول المحيطة والإقليمية والعالمية والتي معظمها تدين شعوبها بإحدى الديانات السماوية الثلاثة جعل منه مجتمعنا واعيا. ولكن كل مجتمع في هذا العالم معرض للمخاطر سواء كانت طبيعية مثل الهزات الأرضية أو/ و الأعاصير أو الأمطار الغزيرة والفيضانات، والمصطنعة مثل الحروب العسكرية والحروب الجرثومية أو الأوبئة الربَّانية أو المصطنعة. ولهذا فعلى كل مجتمع أن يأخذ الحيطة والحذر من أن يحدث فيه أي مما ذكر من المخاطر ويكون لديه إستعداداً لإدارتها بأقل تكاليف ممكنة من الخسائر في الأرواح والمال والوقت والجهد. ولهذا فإن تخصص إدارة المخاطر أصبح من التخصصات المطلوبة في وقتنا الحاضر في الجامعات لإزدياد عدد السكان في كل دول العالم وقلة الموارد المادية والمياه والطعام وإرتفاع نسبة إمكانية وقوع مخاطر من مختلف الأنواع التي ذكرت إما على دولة بعينها أو على جميع الدول في العالم.
 
فخطر فيروس الكورونا القاتل بدأ بين افراد شعب دولة الصين الشعبية ومن ثم إنتشر إلى بقية شعوب الدول ممن إحتكوا بالشعب الصيني بطريقة أو بأخرى من قبل أن يتم إكتشاف هذا الفيروس (لأنه له فترة حضانه قبل ظهور أعراضه) ومن بعد إكتشافة لأن دولة الصين الشعبية هي قبلة العالم في الصناعة والتجارة والإقتصاد. والصين من الدول المتقدمة جداً في إدارة المخاطر وفي البحث العلمي وفي مجال الطب والصيدلة والأدوية وها هم المسؤولين في الصين على قدم وساق يحاولون إدارة هذا الخطر الذي داهمهم منذ إكتشافه. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل بقية الدول في العالم والتي ظهرت فيها إصابات مؤكدة بهذا الفيروس القاتل عندها الإمكانات والقدرات لإدارة هذا الخطر أم لا؟ وهذا يعتمد على مدى إستعداد تلك الدول مسبقاً في إدارة المخاطر المختلفة وخصوصاً خطر مثل فيروس الكورونا القاتل. نسأل الله أن يكون المسؤولين في جميع دول العالم قد أخذوا دروساً من المخاطر والأوبئة الصحية السابقة التي داهمت العالم في الإعوام 1720 و 1820 و 1920 وأخذوا الحيطة والحذر المسبق حتى يجتازوا خطر فيروس الكورونا القاتل الذي وقع في هذا العام 2020.
 
هناك وزارات مختلفة في كل دولة من دول العالم مختصة في إدارة مخاطرها ضمن مسؤولياتها فمثلاً وزارة الزراعة مختصة في إدارة مخاطر المحاصيل الزراعية من الكوارث الطبيعية مثل الجراد أو قلة الأمطار أو الآفات الزراعية ... إلخ. وأما في حالة خطر فيروس الكورونا فهناك وزارات الصحة وهي المسؤولة قبل الحكومات في دول العالم في إدارة المخاطر الصحية. فهل وزارة الصحة لدينا في أردننا العزيز عندها خطة مدروسة لإدارة المخاطر الصحية؟ وهل إكتسبت خبرات مما حصل من مخاطر صحية سابقة ووثقت كيف تم التعامل معها في أقل خسائر ممكنه من الأرواح والمال والجهد والوقت.، مثل خطر إنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها سابقا أم لا؟. وهل الأشخاص المصابين في فيروس الكورونا يلقون العناية الصحية اللازمة من حيث الإقامة والرعاية الصحية والنفسية ... إلخ أم لا؟. وهذا السؤال يجب أن يجيب عليه معالي وزير الصحة ومن لهم علاقة بوزارة الصحة من مدراء عامون لمؤسسات الرعاية الصحية في الأردن مثل مؤسسة الغذاء والدواء ومؤسسة الأمصال والمطاعيم إن وجدت وغيرهم. نسأل الله أن نكون في أردننا العزيز على قدر كافٍ من الإستعدادات لمواجهة هذا الفيروس القاتل حتى يتم إكتشاف علاج له أو مصل أو مطعوم وعلينا في نفس الوقت أن ندعوا الله أن يرفع هذا الوباء عن عباده أجمعين في العالم أجمع.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد