أدلب مكسر العصا

mainThumb

06-03-2020 09:26 PM

ما الذى تريده تركيا  من خلال  غرس مخالبها فى  الشمال  السوري ؟ واستماتتها في عدم الانسحاب من  ادلب وتقديم كل أشكال الدعم  للمسلحين وضرب اتفاقية سوتشي  ألموقعه بين روسيا وتركيا  بتاريخ 18 -9-2018عرض الحائط والتي تنص على قيام تركيا  بالفصل بين قوى المعارضة والتنظيمات المّصنفة إرهابيا وذلك بتفكيك هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة. والبحث عن طرق لنزع السلاح وتصفية الفصائل المسلحة سلميا ودمجها فى الحل السلمي النهائي مع إعطاء مهلة للحكومة التركية لمدة عام ونصف .حيث لم تعمل تركيا  شئ خلال هذة المدة  لا بل  قامت  برفع نقاط المراقبة من 12 الى 40 نقطه وزودت الارهابين بالسلاح المتطور  وقاذفات صواريخ ارض جو  والعتاد الحديث . ان بقاء ادلب بهذا الشكل هو مسألة استراتيجيه بالنسبة لتركيا ودورها المستقبلي فى المنطقة . تركيا تريد شمال سوريا بحجة التهديد الامنى من قبل الأكراد السورين  والذين تم دفعهم الى اكثر من30كم خلف الحدود في منطقة الفرات  ,تركيا تبحث عن صناعة مجد الدولة العثمانية الغابر, فما ان وجدت  دعوة من حكومة الوفاق الليبية المحاصرة فى طرابلس  من قبل الجيش العربي  الليبي  والذي يريد فرض الأمن والآمان فى طرابلس حتى سال لعابها للنفط ومشاريع الغاز واعمار ليبيا وغيرها  وبدأت تسليم مواقعها فى ريف حلب وادلب لبقايا الجيش السوري الحر" المعارض" وللتنظيمات الإرهابية الأخرى وبدأت ترسل  قواتها الى ليبيا حيث الفائدة أكثر وحتى إرسال  بعض التنظيمات الإرهابية الى هناك .

 
ويبدو ان المماطلة التركية دفعت بالجيش السوري  الى مواجهة التواجد التركي فى شمال سوريا اخر معاقل وتجمع الارهابين  ووضع تركيا أمام خيارين إما الالتزام باتفاقية سوتشي او الانسحاب من الأراضي السورية, وبالفعل تمت محاصرة اغلب نقاط المراقبة التركية من قبل الجيش السوري وحلفائه وتحرك الجيش السوري سريعا رغم تهديد الرئيس التركي بالرد والانتقام  حيث قام الجيش السوري   بتحرير أكثر من 20 بلدة ووصوله الى مدينة سراقب الإستراتيجية وقتل العديد من الجنود الأتراك مما دفع الرئيس التركي رجب اردوغان الى استدعاء رباعية اسطنبول فرنسا وألمانيا وروسيا  وقيامه  بتهديد أوروبا بملف اللاجئين  السورين وفتح الحدود أمامهم لأوروبا  وتنصلها من اتفاقية2016  والتي تنص على احتفاظ   تركيا باللاجئين  السورين , وبالفعل حاولت فتح الحدود للاجئين السورين وغيرهم  الى اليونان هذه الايام , واقتنعت هذه الدول بان الرئيس التركي رجب  اردوغان حامى حدودها مقابل دعم مالى لتركيا والضغط على روسيا من خلال  هذه الدول بالتلويح بملف أوكرانيا فى الوقت الذى تعربد فيه  إسرائيل من خلال القصف الصاروخي بين فترة وفترة لسوريا حتى يتم خلط  الأوراق , ناهيك عن الدور الامريكى فى توسيع شقة الخلاف بين تركيا وروسيا  منذ ان تجاوزت روسيا قضية إسقاط تركيا لطائرتها السوخوى24 العسكرية  فى عام  2015 وذلك عند  وصول  المبعوث الامريكى جيمس هنرى الى أنقرة,  وتحدثه باللغة التركية  معزياً  وواصفا قتلى الجيش التركي بالشهداء, والتعهد  بتزويد تركيا بالعتاد  من أجل البقاء فى ادلب, وارى ان تركيا رغم قوتها العسكرية وهى عضو فى حلف الناتو الذي تلوح به و الذي لن يتدخل في هذه القضية  لأنه سيتوقف عند حدود الاراضى السورية لان الاتفاقية تنص على حماية الاراضى التركية فقط , لذلك يمكن القول ان تركيا غير قادرة على حرب استنزاف مع الجيش السوري المتمرس بالقتال منذ  استقلال سوريا  والذي يقاتل لتحرير أرضه منذ 9سنوات  , تركيا لن تتحمل المزيد من القتلى والجرحى  وتدمير بنيتها التحتية  لمدنها او المناطق الحدودية على الاقل, تركيا تلعب الان على شراء الوقت وذمم بعض الدول الأوربية لمساندتها   وعلى ضوء ذلك يمكن القول  ان التهديد بعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية لن تجدي نفعا  ولن تردع الجيش السوري عن تحرير أرضه  وارى ان من يدافع عن أرضه يختلف عمن يأت للاحتلال تحت اى ذريعة كانت                                                                                                 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد