الحليم حيران

mainThumb

07-03-2020 02:06 PM

 كثير من الناس وخصوصاً المثقفين ومنهم حملة الشهادات العليا مثل الدكتوراه وغيرها يقولون: أصبحنا في حيرة من أمرنا، ماذا الذي يحدث في هذا العالم؟ وأين رب العباد من الظالمين والكافرين والذين يتحكمون في مصائر الشعوب وحياتهم في هذا العالم؟. فهناك فئة من الناس في هذا العالم يتحكمون بأرواح البشر  وفي إقتصاد وتجارة العالم، وهم الذين يثيرون النعرات الدينية والطائفية وغيرها بين الناس، ويثيرون الحروب وينشرون الأوبئة والأمراض بين أفراد شعوب الدول من أجل مصالحهم الخاصة ويمارسون ذلك منذ سنين. فإن كان الله يعلم بما في الصدور وما تخفيه نفوس البشر، فلماذا لا ينتقم للناس الضعفاء والذين ليس لديهم حول ولا قوة. وهل خلق الله الناس الضعاف ليعذبهم في الدنيا ويسعد غيرهم ممن لا يؤمنون به؟ وهل تركهم لمن لا يخافه ولا يرحمهم؟ ولماذا؟ أليس الله بعادل؟ أليس من أسمائه الحسنى العادل؟ ... إلخ من الأسئلة التي بالفعل تشعر الإنسان بأنه أوشك أن لا يؤمن بالله ولا بالكتب السماوية ويقول عليَّ أن أعتمد على نفسي مثلما يفعل الآخرين من الشعوب الذين لا دين لهم. 

 
فنقول لهؤلاء أن الله أخبرنا في كتابه العزيز أنه سيمحص الذي آمنوا، أي سيمتحنهم إمتحانات صعبة جداً لا يجتازها إلا من كان إيمانه راسخ كجبل أحد (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (آل عمران: 141)). ويمحق الكافرين سواء أكان في الدنيا (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ (يونس: 46))، أو في الآخرة وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار (إبراهيم: 42)). ونقول لهؤلاء لا تنسوا ما جاء أيضاً على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستأتى فتن على امتى كقطع الليل المظلم يصبح الحليم فيها حيران فيصبح فيها الرجل مؤمنا ويمسى كافرا ويصبح الرجل كافرا ويمسى مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا....صدق رسول الله الكريم. نتساءل هل وصلنا في وقتنا الحاضر لهذا الزمن أم لا؟. وربما أننا في هذا الزمان لما نشاهده من فتن كبيرة حصلت وتحصل بين شعوب العالم في جميع بقاع الأرض ولا أحد يردع الظالم عن ظلمه.
 
ونقول لهم كما قال بعض الناس ونشروا على وسائل التواصل الإجتماعية المختلفة أن الله إنتقم للمسلمين في الصين بأن سلط على الشعب الصيني فيروس الكورونا وأثَّر بذلك على إقتصاد وتجارة حكومة وقيادة الصين بشكل كبير جداً. مما جعل القيادة الصينية وغيرها من أفراد الشعب الصيني أن يحسنوا للمسلمين فيها ويسمحوا لهم ممارسة صلاتهم وعباداتهم في الميادين العامة ورفعوا الظلم عن مسلمي الإيجور. لدرجة أن بعض المطربات الصينيات غنوا لصالح مسلمي الإيجور. ومن ناحية أخرى إنتقم الله أيضاً لمسلمي الهند عندما أثار الرئيس الأمريكي (في خطابه أمام رئيس وزراء الهند نارندرا مودي ألد أعداء المسلمين) الهندوس على المسلمين في آخر زيارة له للهند  فقام الهندوس بحرق وتدمير بيوت ومساجد المسلمين ونهبوا محلاتهم التجارية وإعتدوا عليهم ... إلخ. وكان إنتقام الله من الهندوس ومن حكومتهم بأن سلط الله عليهم الأعاصير والأمطار ودمر لهم ممتلكاتهم. فنقول للمسلمين علينا بالصبر وبالعودة إلى كتاب الله القرآن الكريم قبل أن نتساءل تلك الأسئلة وبعد ذلك نفوض جميع أمور حياتنا وآخرتنا لله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد: 7))، (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد