ثقافة القراءة

mainThumb

12-03-2020 08:36 AM

من المؤشرات الأولية للحكم على ثقافة الشعوب هي حجم المطالعة والقراءة للأفراد في أوقات الفراغ وفي وسائل النقل أو الحدائق العامة وخاصة إذا كان المكوث لفترة زمنية او السفر لمسافات طويلة، وقد يشاركني الرأي من شاهد ذلك في الكثير من دول العالم  حيث تدخل الحافلة أو القطار  أو مترو الإنفاق أو الحدائق وكأنك في صف دراسي أو قاعة للمحاضرات ومعظم الركاب مشغولين بكتاب أو مجله أو جريدة يطالعوها بشغف .

ومع التطور التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصال والتواصل تراجع المشهد كثيرا وخاصة لدى الشباب وتم استبدال ذلك بالموبايل والايباد  الا القليل  ممن آدمنوا القراءة  الورقية سابقا ومعظمهم من كبار السن ، وقد تنبهت بعض الدول إلى هذه التحولات بعد ان رصدت التراجع الكبير في المستوى الثقافي ومنها روسيا التي ورثت الاتحاد السوفيتي والتي كانت تفخر ولازالت بادبائها  وادبها  العالمي لمكسيم جوركي وتشيخوف وججوول وبوشكن وتولستوي وغيرهم وبمسارحها العالمية ( البلشوي وغيره) وبدأت تبحث عن وسائل لوقف التراجع في هذا الاتجاه حيث لجأت المؤسسات الثقافية والمعنية بتحميل الكتب والروايات والتاريخ على مواقع خاصة إلكترونيةمتاحة للجميع بسهولة لإتاحة الفرصة للقراءة والمطالعة في كل الأوقات والامكنة  لا بل بالتشجيع على ذلك بالجوائز والحوافز فمن السهل أن  تقرأ (الحرب والسلام لتولستوي ومصير الإنسان لشولخف أو الأم لمكسيم جوركي   ) وتقرأ  عن (بافلوف وزويا وكلاشنكوف)  كرموز وطنية وتاريخية محملة على مواقع سهلة وفي متناول الجميع، فهل تعمل الوزارات المعنية(الثقافة والشباب والأوقاف ومؤسسات التعليم وغيرها) بثقافتنا وتاريخنا  ورموزها الوطنية على تحميل تاريخنا  وادبنا وسيرة رموزنا  على مواقع الكترونية، والا سنجد أنفسنا بعد فترة وجيزة امام جيل مسطح تعليميا وثقافيا وهذا  ما إشارات اليه الأدبية والروائية الجزائريةوالعالمية  احلام مستغانمي عندما سألها أحدهم وهي في الطائرة عن بلدها  فأجابت انها من الجزائر فقال لها يعني من بلد( الشب خالد) على أنه الدليل الواضح  على مستوى التراجع في الاهتمامات وترتيب الأولويات لدى الشباب فهل تحافظ الامة على تاريخها ورموزها الوطنية والقومية واول ابجدياتها  ( اقرا باسم ربك الذي خلق ) ! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد