هل تصمت أصوات المدافع ؟

mainThumb

16-03-2020 03:51 PM

في الألعاب الاولمبية القديمة والتي بدات عام 776 قبل الميلاد واستمرت  على هذا نحو 1169 عاما, أقيمت خلالها 262 دورة أوليمبية الى أن ألغاها سنة 393م الامبراطور الروماني " ثيودوسيس" وبعدها ظلت متوقفة لمدة 1503 سنوات إلى ان تم اعادة الحياة اليها في عام 1896 ولم تتوقف دورة واحدة  قديما خلال مئات السنين ويعود ذلك لاسباب عدة اههما اقتصارها على الشعوب الاغريقية والرومان فيما بعد ولكن الاهم من ذلك هو التزام المدن الاغريقية والرومانية بإيقاف الحروب في فترة الألعاب الاولمبية الذي كانت شرطا اساسيا للاشتراك  فيها، اما في العصر الحديث فقد توقفت الدورات الاولمبية مرات عدة في الحربين العالميتين الأولى والثانية وكادت الحرب البارده بين القطبين آنذاك ان تعصف بدورتي موسكو 1980ولوس انجلوس1984, اما دورة طوكيو التي من المفترض اقامتها  في الصيف القادم قد تؤجل في ضوء تداعيات الكورونا، وطوال قرن او اكثر لم تصمت المدافع ولم تتوقف الحروب واليوم والعالم  يواجه خطرا بوباء لا يعرف الحدود ولا يفرق بيت الكبير والصغير والغني الفقير ولا يعترف بالرتب والزعامات وتوقفت معظم المرافق في العالم وتعطلت حركة الطائرات المدنية وغيرها ولازالت الطائرات الحربية تلقي بحممها في اماكن  عديدة في العالم   والرصاص يقنص الاطفال والشيوخ والنساء من خلف الكمامات، فهل كانوا في الحضارات القديمة اكثر إنسانية من اليوم في ظل عالم لا زال يحتكم  إلى المدافع والرشاشات  في حواره مع بعضه البعض، وهل توقف  الكورونا اصوات المدافع لفترة حجر مؤقت كما كانت المدن الاغريقية تتوقف عن الحروب فيما بينها  في فترة اقامة الألعاب الاولمبية القديمة  او في الاشهر الحرم في الاسلام التي يوضع فيها القتال  الا ردا العدوان ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد