بِلاَدِي وَإِنْ جَارَت علَّي عَزِيْزَةٌ وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَّيَ كِرامُ

mainThumb

31-03-2020 01:05 PM

بدأت هذه المقالة في بيت الشعر هذا وبغض النظر عن من هو القائل، ولكن يكفينا ما ورد فيه من عِبَرٍ ومواعظ تَعَلَمَها الأجداد من مدرسة الحياة ومن خبرات في حياتهم في أسفارهم وتنقلهم بين البلدان والأمصار كلفتهم الكثير الكثير من الأيام والسنين من أعمارهم. الوطن عزيز ولا يقدر بثمن فمن لا وطن له لا هوية ولا كرامة له، ومن لا أهل له لا يحسب له حساب عند الآخرين. والذي جعلني أكتب هذه المقالة هو ما تناقله الناس فيما بينهم على الواتس أب وغيره من وسائل التواصل الإجتماعي من معاناة بعض الأردنيين في أمريكا و غيرها من الدول الأجنبية في الوقت الحاضر والذي نسميه " أزمة الكورونا كوفيد-19 ". فيا سبحان الله كم من آلاف الأشخاص سواء أكان من الأردن العزيز أو غيره من الدول العربية وغيرها تهافتوا كثيراً على سفارات الدول الأجنبية وبذلوا قصارى جهودهم للسفر إلى الدول الأجنيبة بشكل عام وبالخصوص إلى أمريكا وكندا بشكل خاص. والآن هم أنفسهم يسجلون فيديوات أو تسجيلات صوتية ويرسلونها لأهاليهم ولنا يشكون فيها عن المعاملة السيئة جداً من حكومات تلك الدول لهم وعدم الإكتراث بهم وبغيرهم صحياً. وبعض الأردنيين الذين أصيبوا بفيروس الكورونا كوفيد-19 يتمنوا لو أنهم موجودين في الأردن ليحظوا بالعناية الصحية الفائقة التي حظي بها الأردنيون والمقيمون والقادمون من مختلف الجنسيات في الأردن بخصوص الإهتمام بهم من ناحية العناية والحجر الصحي على أعلى المستويات. وهنا بدأ البعض منهم يتذكرون قيمة الوطن الغالي والأهل العزيزين الذين تحت أي ظرف من الظروف الصعبة جداً جدا لا يتخلوا عنهم.

فيروس مثل الكورونا كوفيد-19 كما قلنا لا يرى بالعين المجردة كشف معادن قادة تلك الدول وأنظمتها وأوقع الخلاف بينهم (دول السوق الأوروبية المشتركة) وأوقع الخلاف أيضاً بين الدول الرأسمالية والدول الإشتراكية. وهنا تكشفت معادن الناس من مختلف الجنسيات والأعراق وكما يقال: الصديق عند الضيق وليس فقط في الرفاهية (Friend in deed friend in need). ولكن تبين لنا أن بعض الدول مصالحها الشخصية من ناحية الإقتصاد والمال والتجارة طغت على مصالحها المشتركة مثل الدول الأوروبية المشتركة (فمثلاً في روما تم إنزال علم الدول الأوروبية المشتركة ورفع علم دولة الصين الشعبية لأنها دعمت إيطاليا في مصابها الكبير من وباء الكورونا بينما تخلت عنها بعض الدول الأوروبية المشتركة). ولقد تكلمنا في مقالة لنا سابقة كيف عَمَّت عمليات الفوضى والسرقة والقتل في بعض الولايات الأمريكية عندما أعلن عن تفشي مرض الكورونا بين الناس بالآلاف وعندما تركت الحكومة الأمور على عنانها. وهذا ما حصل أيضا في كثير من الدول الأجنبية في العالم للأسف الشديد، فأين إحترام الإنسان وحقوقه؟ ... إلخ من العناوين التي أثبتت أنها فقط حبراً على ورق وليس للتطبيق العملي في كل الظروف. ولقد سمعنا مناشدات من الأردنيين والعرب المقيمين في تلك الدول الأجنبية لسفاراتهم لمغادرتها إلى بلدانهم. وأيقن المغتربون الأردنيون أن القيادة الأردنية الهاشمية ليس لها مثيل في العالم وجواز السفر الأردني لا يكافئه جواز سفر أيضاً في العالم في هذه المحنة والأزمة. والأمور لا تقاس فقط بما عند الدولة من قوة عسكرية ومالية وإقتصادية وعدد سكان ... إلخ ولكن بما عند قيادتها من مُثُلْ وأخلاق عليا وحب لجميع أفراد الشعب ومخافة الله فيهم كبني آدم وليس لغير ذلك من المعايير المادية.

فالتسرع بالحكم على أي قرار من قبل القيادة والحكومة في الوطن ومن قبل الأهل ،غالباً ما يندم عليه المتسرع لأنه بالفعل كما قال الشاعر بكل ما يعنيه بيت الشعر من معانٍ سامية: بِلاَدِي وَإِنْ جَارَت علَّي عَزِيْزَةٌ وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَّيَ كِرامُ. فنحمد الله على أن حبانا بقيادة هاشمية من سلالة النبي العظيم محمد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلم ويشهد العالم بأسره لهذا النبي الكريم بعبقريته وعلمه وما جاء به من نصائح وإرشادات للتعامل مع الأوبئة منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة تقريباً أتى بها العلماء في جميع أنحاء العالم هذه الأيام، وبأن الله أرسله رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء: 107)).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد